تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تناقلت الإذاعات أخبار الأوضاع في شمال العراق، وأُعْلِنَ أمس أن الجيش العراقي دخل مدينة (گلالَهْ) معقل الأكراد ومركز حركتهم وقيادتهم، دخلها من غير مقاومة بعد ما ذُكِرَ أن حركة الأكراد انهارت بعد أن قطعت إيران عونها لهم على أثر اتفاق الجزائر بين صدام حسين والشاه، ذلك الاتفاق الذي حل خلافات البلدين، ومن ضمنها قطع العون الإيراني عن الثوار الأكراد، وأَثَّرَ ذلك على الحركة الكردية، بل قطع الشريان الذي يمدها بالبقاء، دخلت القوات الحكومية گلاله، وستصل إلى كل بقعة في الشمال بعد أن غادر الملا مصطفى مقره مع بعض أبنائه وأتباعه، غادر العراق إلى إيران، وربما طلب اللجوء السياسي إلى أمريكا، ربما تكون الحرب قد انتهت الآن، لكن الأزهار التي نمت الآن في شمال العراق إنما نمت على أرض قد غطاها رفات أشلاء الجنود والمقاتلين والشيوخ والنساء والأطفال، وتغذت من تكلم الدماء التي روت الأرض في الشمال، ولهذا فإن لون تلك الأزهار حمراء داكنة حزينة .. صامته، الصمت يخيم على الشمال والهرج يعقد السحب في الجنوب، وبدأت بقايا المقاتلين من الأكراد يعودون إلى بيوتهم يعمرونها، ومزارعهم المحترقة يزرعونها، بعد أن أصدرت الحكومة عفواً لمدة أسابيع، حرب الشمال ذكرى يذكرها كل عراقي وعربي ومسلم يذكرها العالم، ولكن لماذا كانت تلك الحرب، إنها النزعة القومية، ترى هل ماتت نوازع القومية في النفوس (( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)5) ؟!

مع الدكتور محمود فهمي حجازي

الجمعة 4 نيسان 1975م = 22 ربيع الأول 1395هـ

كان أحد المشاركين بمناقشة رسالة الأستاذ كاظم الراوي (أساليب القسم في اللغة العربية) التي نوقشت الاثنين الماضي الدكتور محمود فهمي حجازي، أستاذ علم اللغة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ويبدو أنه حصل على الدكتوراه من ألمانيا، فَكَّرْتُ في وقت سابق أن ألتقي به لأعرض عليه فكرة عن موضوعي للماجستير، والاستفسار منه عن بعض الأفكار المتعلقة بالموضوع، وبعد الفراغ من المناقشة سلمت عليه، وشرحت له رغبتي في أخذ رأيه في بعض الموضوعات، فَرَحَّبَ وطلب مني أن أحضر إلى بيتهم قرب شارع الهرم، وضرب لي موعداً الساعة السابعة من مساء الجمعة، وذهبت مع الأستاذ كاظم الراوي، وجرى الحديث مع الدكتور حجازي حول موضوعات عامة أولاً، ثم طلب مني أن أعرض عليه ما أريد عرضه، وكانت هناك عدة نقاط استشكلتها، منها: أصل الخط العربي، ومشكلة الهمزة: نطقها رسمها، وكتابة الألف واواً في الصلوة والزكوة، وكتابة الألف ياء، وتناقشت معه مناقشة أحسست بأنها مفيدة، وكان بين الحين والحين يقوم إلى مكتبته داخل البيت، ويحضر مصدراً، وكتبت بعض المصادر بالانكليزية، وواحد منها في الموضوع نفسه، وبعدها انصرفنا، ومع أني لم أتعرف على كل جوانب شخصيته فإنه يبدو شاباً نشطاً معتزًّا بالتراث، وذي خلق سمح مع تبسط وتواضع ... جزى الله المخلصين خيراً.

أول محاضرة في الإنكليزية

الأحد 6 نيسان 1975م = 24 ربيع الأول 1395هـ

ذهبت عصر اليوم لحضور أول محاضرة في المعهد البريطاني للغات، حيث سجلت منذ فترة، وسأحضر ثلاث ساعات في الأسبوع، يومي الأحد والأربعاء من الساعة الخامسة إلى الساعة السادسة والنصف، وجلسنا في غرفة ضيقة، كنا أربعة عشر متعلماً في الفصل، رجالاً ونساء، شيوخاً وشباناً، وكان المعلم إنكليزياً قد أطلق شعر رأسه مثل النساء، لكنه ممثل رائع في المحاضرة، ويبدو أن الدراسة ستعتمد أساساً على المحادثة، وقد بدا نطقنا مضحكاً تجاه نطقه الذي لا شك أنه يمثل واقع النطق الإنجليزي، ووعد بأنهم سيجهزوننا بكتب خلال أيام، إذ لا يزال المعهد في أيامه الأولى، فقد افتتح في الشهر الماضي، والبناية جديدة لما تكتمل، ومع ما يمكن أن أستفيده من تحسين نطقي بالانجليزية غير أني لن أستفيد كثيراً من هذه الدراسة في مجال المصادر الإنجليزية للبحث، إذ إن لتلك المصادر لغة خاصة، ومع ذلك فإن هذه الدراسة ستفتح لي الطريق إلى اللفظ الصحيح وإلى عدد من الألفاظ التي تتعلق بالأمور الحياتية العامة، ولو أني شاركت في سبيل تعلم الإنجليزية في عدة دورات لبلغت مستوى جيداً، ذلك ما أُمَنِّي به نفسي إلا أنني الآن لا أجد من الوقت ما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير