ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Apr 2010, 12:36 م]ـ
قال الشيخ المغامسي – حفظه الله –:
{إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا}
النزل أول ما يقدم للضيف كالقهوة التي تقدم للضيف في عصرنا هذا لكن القهوة شراب و أحيانا تكون طعام كما قال صلى الله عليه و سلم أن نزل أهل الجنة زيادة كبد النون أي كبد الحوت و لا تكون مكانا في الأصل لكن الله قال هنا (إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا) فكأن جهنم أول ما يقدم للضيف و الحق أنني أقول أن هذه الآية مر عليها المفسرون مرورا عاديا لا يرون فيها إشكالا و لكن نقول و العلم عند الله أن هذه الآية مشكلة و كثير من الآيات التي فيها جهنم فيها إشكال كبير ينتبه له من ينتبه أو لا ينتبه له غير ذلك لكنني في صدد فهم نظريتها كاملة و قد وصلت إلى أكثرها و لكنها لم تكتمل بعد و سبب الإشكال إن الله يقول في تبارك (و أعدتنا لهم عذاب السعير- و للذين كفروا بربهم عذاب جهنم و بئس المصير) فكأن جهنم غير السعير و قال في التكوير وكنت أتحاشى تفسيرها (فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق) فكأن عذاب جهنم غير عذاب الحريق قد يقول الإنسان إنها دركات و لا يعقل هذا هنا لأن المخاطب بها فئة واحدة و الفئة الواحدة لا تنقسم ....... وكذلك الفردوس في القرآن تحتاج إلى إعادة نظر.
ثم قال في آية (جنات الفردوس نزلا): أعلق الحديث عنها فلنا رأي في الفردوس إلى الآن لم يكتمل ......... و لكنني ما زلت متوقفا في معنى الآية من أسباب التوقف أن الله لم يقل (خالدين فيها أبدا)، قال (خالدين فيها) و تأتي في جهنم كذلك من أسباب التوقف أن الله قال في آخر البينة (إن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين في نار جهنم خالدين فيها) و لم يقل (أبدا) و قال بعدها ........ {ِفي أصحاب الجنة} (خالدين فيها أبدا) فعبر بجنات، فإذا عبر بالجنات عبر ب (أبدا) و إذا عبر بالفردوس يقول (خالدين فيها) .... وإذا عبر بالنار قال (خالدين فيها أبدا) و إذا عبر بجهنم ما يقول (خالدين فيها أبدا) ........ لكن كما قلت النظرية بعد و إنما هي إشكالات نسأل الله التوفيق.انتهى كلامه
هذا ما ذكره حفظه الله و أظن أن السؤال قد وضح الآن و الحمد لله
ما ذكرته أنت - أخي (محب البشير) في آخر المشاركة السابقة - نفاه الشيخ نفسه؛ فقال: (قد يقول الإنسان إنها دركات و لا يعقل هذا هنا).
و هل كل معنى لكلمة في الآية يحتمله تفسيرها؟
* و عجيبٌ أن نتعصَّب لبعض المشايخ - مهما قالوا و أغربوا، و أتوا بالعجائب - بأكثر من تعصبنا للحق
- فهل من الحكمةِ أن تثار على الملأ تلك " الشكوك " التي ثارت في نفس صاحبها، و يتأثرُ بها مَن تأثرَ، ممن قد لا يقف على كشفها فيما بعد؟!
- و هل من الحكمة أن تُثار تلك الشكوك علانية، و يصفها صاحبها بأنها " إشكالات " غفل عنها المفسرون، و مرّوا عليها مروراً عاديا؟!
* و ليتها كانت شكوكاً أو إشكالات لها ما يسندها
- و إلى الآن لم تذكر لنا شيئا في لفظ الحديث الذي بنى عليه إشكالاته و شكوكه؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2010, 02:22 م]ـ
ألا يمكن القول بأن الجنة درجات و الفردوس إحداها - ووسطها -و أن النار دركات وجهنم إحداها؟
أخي الكريم نعم يصح هذا في الجنة وبيان ذلك من خلال الآيات هو كالآتي:
الله تعالى وصف المؤمنين في أول سورة المؤمنون بأوصاف ثم قال بعد ذلك:
(أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11))
والفردوس هنا يحتمل معنيين:
الأول: الجنة، ويكون الفردوس الوارد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أعلى الجنة ووسطها معناً خاصاً يختص بذلك المكان.
الثاني: الفردوس أي: أعلى الجنة ووسطها كما هو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه يكون المراد بالمؤمنين هنا من استكمل الأوصاف المذكورة، ولا يدخل معهم من لم يف بتلك الأوصاف من المؤمنين، وعليه يكون قول الله تعالى في سورة الكهف:
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) سورة الكهف (107)، وهنا يكون قد أضاف الجنة إلى بعض ما فيها، أما على المعنى الأول فيكون أضاف الجنة إلى بعض أسمائها أو أوصافها.
يقول بن عاشور رحمه الله تعالى:
¥