بذلك , وقال إنه على استعداد لرفع الطلب إلى المديرية العامة للكمارك في دمشق، وبعد أخذ ورد عملنا كتاب لتحويل الطلب إلى دمشق , فأخذت الطلب مع دكتور مجيد (طبيب عراقي عائد من مصر أيضاً) , وركبنا من اللاذقية إلى دمشق , لكن لم نجد سيارة تذهب مباشرة، فركبنا إلى حمص، ومن هناك إلى الشام حيث وصلنا بعد الثامنة مساء , ونمنا في فندق الكندي بانتظار الصباح , ومع أن السفر , بحد ذاته جميل , ومع أن البلاد السورية غير عاطلة الجمال، فإن هذه السفرة كانت متعبة نفسياً وبديناً , البرد والوسخ ولم يكن معنا شيء إلا ما نلبسه , وما أن أسلمنا أجسامنا للسرير حتى غرقنا في نوم عميق.
العودة إلى اللاذقية
الأحد 17 تشرين الأول 1976م = 23 شوال 1396هـ
خرجنا من الفندق بعد إشراقة الشمس بقليل , وطفنا قليلاً في بعض شوارع دمشق المحيطة بالفندق , ثم ذهبنا إلى مديرية الكمارك مع بداية الدوام , وقَدَّمْنَا الكتاب إلى الجهة المسؤولة فكان جواب الموظف أن لا بد من عمل البيان الكمركي , وأخبرنا أخيراً أن بإمكاننا أن نجلب تعهداً من السفارة العراقية بدمشق تضمن فيه خروج السيارة من سورية، لعلهم يمنحوننا الموافقة، وأسرعنا إلى السفارة وبعد جهد ونقاش اقتنع المسؤول وزودنا بالتعهد , بعد أن أخذ منها بدوره تعهداً بتحمل أي غرامات تترتب على عدم خروج السيارات , وعدنا به إلى المديرية قبل نهاية الدوام، وجلسنا ننتظر الموافقة لكن الدقائق الباقية من الدوام مرت بسرعة دون أن تخرج الأوراق من المدير العام , وقال لنا الموظف إن النتيجة تظهر غداً , وخرجنا من الدائرة , وجاء الأمر على عكس ما كنا نتوقع من إنجاز المعاملة في نفس هذا اليوم , واقترحت على الدكتور مجيد أن أسافر إلى اللاذقية ويبقى هو لأخذ الجواب غداً , فاتفقنا على ذلك فغادرت دمشق إلى اللاذقية , وظل هو هناك بانتظار الجواب غداً , وركبت سيارة تكسي وجرت بنا منذ الثالثة بعد الظهر , وأقبل الليل علينا بحمص , ثم مررنا بتل كلخ، وتجاوزنا الجبال نحو البحر، وسارت السيارة بمحاذاة البحر، ومررنا بميناء طرطوس ثم بانياس، وبعد بانياس بقليل حدث أن سيارة كبيرة انحرفت فوق جسر ضيق وسدت الطريق، فتوقفت السيارة عن السير، وأمامنا حشود من السيارات المتوقفة، وطلب منا السائق أن ننزل ونعبر الجسر مشياً، ونركب من هناك أي سيارة ذاهبة إلى اللاذقية، وهي ليست بعيدة من المكان، نزلنا وعبرنا الجسر , وفُتِحَ الطريق بعد قليل , لكن السائق رجع بسيارته إلى قريته القريبة من المكان، وتَرَكَنَا حائرين، فما كان إلا أن أرجو سائق سيارة خاصة أن يحملني معه إلى اللاذقية، وسط جو موحش مظلم، ووصلت اللاذقية الساعة 10,30 ليلاً، والحمد لله على كل حال.
تأخير من غير فائدة
الاثنين 18 تشرين الأول 1976م = 24 شوال 1396هـ
بعد عودتي من دمشق ليلة أمس وجدت الإخوة صباح وزهير في فندق (أم كلثوم) الذي نزلنا فيه باللاذقية , وكان في نيتي أن أذهب إلى الميناء لأنام في السيارة , تحسباً لأي مكروه , لكن تأخر الوقت وكوننا تركنا السيارة أكثر من ليلة ولم يحدث شيء جعلني أقضي الليل في الفندق , وفي الصباح ذهبت إلى الميناء , مرة أجلس في السيارة وأخرى أنظر إلى أعمال التفريغ من البواخر والتحميل , وأنا مع ذلك كله أحس بمرارة هذا التأخير الذي ربما كان بالإمكان تفاديه بدفع شيء من المال للوسطاء , لكن الأمل الضعيف المعلق بأننا نستطيع أن نمر بسوريا دون أن ندفع رسوماً عالية ودون عمل بيان الترانزيت هو الذي حملنا على هذا التخبط والانتظار , ونحن لا نزال في انتظار موافقة مدير الكمارك في دمشق , وجاء العصر ومضى آخر النهار , وخيم الظلام ونحن ننتظر عودة الدكتور مجيد الذي ظل ينتظر نتيجة المعاملة في دمشق , وحضر الإخوة صباح وزهير إلى الميناء وجلسنا ننتظر , وحضر أبو أكرم وهو سوري يعمل في أعمال التخليص الكمركي، وكان يود لو قام هو بالعمل حتى ينال شيئاً , أو بواسطته على الأقل، وصرنا مرغمين على الموافقة على ذلك , وبعد الساعة السابعة حضر دكتور مجيد لكن النتيجة كانت عدم الموافقة , وهنا بلغ منا الضجر مبلغه , فبعد هذا الانتظار والتأخير نعود فندفع مصروفات بيان ترانزيت , واتفق معنا أبو أكرم على عمل البيان في أحد المكاتب على أن يدفع كل واحد 750
¥