ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2010, 03:19 م]ـ
هناك مقال حول نظرة المرزوقي للتراث الإسلامي كتبه الأستاذ: محمد شيدوقة، تجدونه على هذا الرابط لمن يحب الإطلاع عليه
http://www.alfalsafa.com/nakfou%20kalam.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2010, 11:24 م]ـ
بعث لي أخي الأستاذ نزار حمادي الباحث التونسي رأيه في هذا الكتاب على بريدي وأحببت نشره للاستفادة.
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين
وبعد؛ فقد وقع نظري في معرض الكتاب على كتاب اسمه الجلي في التفسير لأبي يعرب المرزوقي في ثلاثة أجزاء، فتصفحته عندها سريعا، فلم أجد ما يمكن أن يشدني إليه كمحب للمطالعة والمعرفة، بل وجدته من حيث الشكل مجرد كتابة بأسلوب عشوائي، بلا ترتيب ولا نظام، ولا أبواب ولا فصول ولا مباحث، ولا مبادئ ولا مقاصد، بل ولا علاقة له بالتفسير لا من قريب ولا من بعيد، خلافا لما يتوهمه القارئ لعنوان الكتاب، بل هو مجرد عنوان تسويقي لا أكثر ولا أقل.
وأما من حيث المضمون، فقد طالعت آنذاك بعض الصفحات، فوجدت نفس أسلوب وكلام ومباحث أبي يعرب المرزوقي المتسمة بالخلط وسوء فهم أمهات المسائل الدينية والتسرع في إصدار الأحكام الكلية الباطلة وغير ذلك مما صرفني عن اقتناء الكتاب صرفا.
وبعد أيام اتصل بي أحد الفضلاء المهتمين بالدراسات القرآنية وطلب مني أن أقتني له نسخة وأرسلها إليه، فلعدم رفض طلبه اقتنيته، وفي الأثناء تصفحت جملة منه بدقة، ووقفت على ما يسوء كل محب للعلم والمعرفة أن يقف عليه، وذلك ما ورد فيه من خلط في الكلام وأسلوب كتابة أبعد ما يكون عن الفصاحة والبلاغة والبيان، محشو ومزخرف ببعض الكلمات التي يحلو لمن يدعي التفلسف استعمالها كالجزئي والكلي والمطلق والمقيد في غير محلها.
أما عن الآراء الباطلة التي لها تعلق بمسائل شرعية فحدّث ولا حرج، وهذا منطقي بالنسبة لإنسان أفنى حياته في بحث الفلسفة الإلحادية الغربية وترهاتها البعيدة كل البعد عن روح وجوهر وشكل الدين الإسلامي، ثم أسقط نفسه على مباحث شرعية لا يخفى على أحد ما يبنغي تحصيله قبل الخوض فيها.
لن يصعب على من له ثقافة شرعية اكتشاف انحراف آراء أبي يعرب المرزوقي في مسائل أصول الدين، أو قل بمسائل علم الكلام، ولهذا السبب فهو يهاجمه ويحقر من شأن أهله وهم من هم في العلم .. وهذا الموقف الذي اتخذه لنفسه سرعان ما ينكشف سببه عندما يصدر أحكاما لا علاقة بالموضوعية العلمية، فحينئذ يتبين سبب كراهية أبي يعرب لعلم الكلام ألا وهو جهله به.
بل من شدة جهله بعلم الكلام يقول مثلا في الجزء الأول من الجلي في التفسير (ص32) "كل المسائل الكلامية في جليل الكلام ودقيقه: هروب من التكليف وتحريف لمعنى الرسالة" اهـ
نعم، هكذا يتكلم أبو يعرب، ولا يبالي، لا من سخافة هذا الموقف، ولا من ردة فعل الباحثين على هذا الموقف المنحرف عن العلم والدين، فإن أبسط عملية استقرائية لعلماء أهل السنة تنتج أن أكثرهم كانوا عالمين بالكلام، وكان منهم القضاة والمفتين، ولم يهربوا ـ حاشاهم ـ من التكليف، ولم يحرفوا معاني الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، بل لا يتقول عليهم ذلك إلا جاهل مغرور.
إن هذه العبارة لوحدها كفيلة ببيان المنهج المنحرف الذي سار عليه أبو يعرب في كتابه، أما إذا تتبعنا آراؤه التفسيرية وهي قليلة جدا في هذا الكتاب المسمى بالجلي في التفسير، فسنقف على طوام أخرى، وأقربها ذكرا ما نسبه بجهله للملائكة من الاعتراض على الله سبحانه وتعالى في استخلاف آدم، وتسويتهم في ذلك بالشيطان الرجيم، فقد قال في الجزء 1/ص 28: " فالملائكة والشيطان اعترضا على استخلاف آدم" اهـ
وفي نفس الجزء في الهامش رقم (23) ص: (215) زاد هذا الكلام الباطل تقريرا فقال: " اعترضت الملائكة على أهلية آدم للاستخلاف بحجة قابلت فيها بين سلوكها وسلوك آدم [ .. ] واعترض إبليس على أمر السجود". اهـ
¥