تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قرأت هذا "الرأي" بكتاب المرزوقي وأعتقد أنه ليس برأي، إنما هو هجوم لا يفهم قارئه منه شيء عن "التفسير" (إن صح أن يُسمى كذلك)، وبالرغم من أني لا أتفق مع وجهة نظر المرزوقي عموماً في جل ما يكتبه، وأدرك حجم الأخطاء التي قد يقع فيها، بشكل خاص رأي العلماء وتفاسيرهم، إلا أني لا أستسيغ أن يقدم رأي بكتاب ما بمثل هذه الطريقة، لا بد من قراءة منصفه توضح مسار الكتاب ومنهجه فالرجل كان يعمل لإنجاز الكتاب - فيما أعرف - منذ ثمان سنوات على الأقل، أتمنى أن يكون هنالك من يقدم لنا ملخصاً عن الكتاب وطريقة عمله وأهم الأصول المنهجية التي اعتمد عليها، مع قراءة نقدية معتدلة تعين على كشف عيوبه. فما ورد من قراءة للكتاب هي قراءة "لا تنكأ عدواً، ولكنها تفقأ العين".

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[16 May 2010, 12:57 م]ـ

الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

بداية لا ينبغي أن يفوتني تحية أخي العزيز الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى، وسائر أعضاء الملتقى.

أما بالنسبة لرأيي في كتاب (الجلي في التفسير) لأبي يعرب المرزوقي، فسيدعم إن شاء الله شيئا فشيئا حتى يتضح أكثر فأكثر.

كما أدعو أخي عبد الرحمن الحاج للخروج من الحيز النظري وتقديم نتائج القراءة المنصفة للجلي في التفسير تحديدا، لعله اطلع على جوانب إيجابية فنستفيد منها.

أما قراءتي الخاصة فأقول:

من الأقوال المنكرة علميا: التي قالها المرزوقي في الجزء 2 من التفسير الجلي: (قصة نوح تقول إن السفينة صنعت على أعين الله، فلا تكون مجرد فلك، بل هي الشريعة نفسها، وهذا الرمز يكون بلا معنى إذا لم يكن المقصود به الشريعة التي هي عين الأحكام التي ينبغي أن يخضع لها استعمار الإنسان في الأرض واستخلافه فيها والتي من دونها يغرق الإنسان في التاريخ الطبيعي) ص 65

فأرجو ممن يدافع عن المرزوقي وفكره أن يبين لنا مستنده في تأويل الفلك وصرفه عن ظاهره وحمله على الشريعة، وإنكاره أن يكون ثمة فلك هو سفينة حقيقة صنعها نوح عليه السلام كما أجمع على ذلك جميع المفسرين الذين يسمي المرزوقي تفاسيرهم بالتقليدية .. وما هو بقية تأويله للألواح والدسر إذا كان الفلك هو الشريعة على حد زعمه ..

وأيضا من سيقرأ العلميات الحسابية والأرقام الخيالية التي يدعيها لأيام الخلق وأيام الأمر بحسب مصطلحه (ج2/ص169) سيدرك أن هذا الرجل لا يستند في تأويله للآيات القرآنية لا على أدلة عقلية ولا على أدلة نقلية معتبرة ولا على أقوال الصحابة والعلماء المعتبرين من بعدهم، كقوله بأن المدة التي مكثها نوح في قومه 950 سنة أرضية وهي بحسب قياساته 346987 يوما أمريا ونصف اليوم ثم ضربها في ألف سنة من سنواتها فحصل له 3469875001 سنة أرضية (ج2/ص169)

نعم، هذا طرف من التفسير المسمى بالفلسفي لأبي يعرب المرزوقي، وفيه من العجائب والغرائب والمنكرات ما يقف أمامة الباحث متعجبا قائلا: ما الذي دفع هذا الرجل لمثل هذا الكلام الذي لا دليل عليه لا من العقل ولا من النقل ولا من أقوال العلماء الذين أفنوا أعمارهم في تدبر الكتاب المبين؟؟ ومتسائلا في نفس الوقت: كيف يجيز عاقل لنفسه الكلام في تفسير القرآن العظيم بهذه التخمينات والظنون البعيدة التي لا يعجز أحد ـ ولو كان جاهلا ـ عن إلقائها؟

إن الكلام في الغيبيات المحضة كأزمان العروج وغيرها من التي توقف فيها حتى كبار الصحابة ـ ابن عباس مثلا ـ لعلمهم بأنها لا تدرك إلا بالخبر الصادق، ولم يوجد هاهنا: ضرب من ضروب الخبط الفكري الذي لا يقدم ولا يؤخر، وللأسف فقد خاض المرزوقي في عمليات حسابية متعلقة بزمن عروج الأمر إلى الله والملائكة إليه وغيرها مما لا فائدة علمية ولا عملية تحته، بل إني أراه مجرد استعراض لتخمينات وخيالات لا تقدم ولا تؤخر ولا تفيد الأمة في شيء.

هذا، وإني لا أحتكر ولا أصادر الرأي الآخر فيما يتعلق بعمل المرزوقي، بل هي وجهة نظر، وللمخالف أن يرى غيرها، حتى وإن رآه المفكر الذي سينقذ الأمة بنظرياته كما ربما يتصور نفسه ومن حوله، وفي نفس الوقت ينبغي على الطرف الآخر أن يضمن حق غيره في قول رأيه في هذا العمل الذي قام به المرزوقي، ولا أظنه نفسه يصادر حق غيره في ذلك من منطلق كونه لم يصادر حق نفسه في قول ما يشاء في حق غيره من علماء الأمة وفضلائها، فأحرى غيره.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 May 2010, 02:41 م]ـ

إنه مسلك التفسير الرمزي الذي سلكه النصارى في تفسير كتابهم وذلك من أجل إصباغ الشرعية على معتقداتهم الباطلة ومن ثم تبرير سلوكياتهم المنحرفة المبنية على تلك المعتقدات الباطلة.

وهو نفس المسلك الذي سلكه الرافضة في تفسير كتاب الله تعالى حتى أخرجوا كل شيء عن معناه وأفرغوا الكتاب من محتواه.

يقول أخونا نزار حمادي عن بعض ما كتب المرزوقي:

إني أراه مجرد استعراض لتخمينات وخيالات لا تقدم ولا تؤخر ولا تفيد الأمة في شيء.

وأقول نعم، لاتقدم ولكنها تؤخر كثيرا فهي تشوش وتبلبل وتشغل وتستهلك طاقات العلماء في رد الباطل وبيان الحق، وهي ضرر محقق في حق الأمة حيث ساهمت في تفريق الكلمة وتشتيت الجهود وتلبيس الدين على الناس.

ومع الأسف الشديد أن كثيرا ممن سلكوا هذه المسالك المنحرفة تضفى عليهم الألقاب ويقدمون للأمة كرموز وأساتذة ورواد في التفكير والتجديد .........

ولا نقول إلا كما قال ربنا:

"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير