تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن كثير: " وقوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ ?، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها. وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًا، ثم قرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. وقال ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. " () ..

وقال ابن عاشور: " والترتيل: جعل الشيء مرتَّلاً، أي مفرقاً ... وأريد بترتيل القرآن ترتيل قراءته، أي التمهل .... وفائدة هذا أن يرسخ حفظه ويتلقاه السامعون فيعلَقُ بحوافظهم، ويتدبر قارئه وسامعه معانيَه كي لا يسبق لفظُ اللسان عملَ الفهم" () ..

2 - قوله تعالى: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء:104]، قال مجاهد {على مكث} على تؤدة ().

3 - كانت قراءة النبي ? كما نعتتها أم سلمة رضي الله عنها قالت: كانت قراءة رسول الله ? مفسرة حرفاً حرفاً ().

4 - عن حفصة زوج النبي ?، أنها قالت: (كان ? يقرأ في السورة، فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها) ().

5 - قال ابن مسعود لعلقمة وقد عجل في القراءة: (فداك أبي وأمي رتل فإنه زين القرآن) ().

6 - عن أبى حمزة قال قلت لابن عباس: (إنى سريع القراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاث فقال: لأن اقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول) ().

7 - سئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ورجل قرأ البقرة، قراءتهما واحدة وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي يقرأ البقرة، ثم قرأ {وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} ().

8 - يقول إسحاق بن إبراهيم عن الفضيل بن عياض كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنساناً، وكان إذا مرّ بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل) ().

قال الآجري: " القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلى من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وأقوال أئمة المسلمين" ().

وقال ابن مفلح: " أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة، وأكمله أن يرتل القراءة ويتوقف فيها " ().

ومنها: القراءة بتحزن وتباكي:

القراءة بتحزن وتباكي هي من التفاعل مع القرآن ولها أثر بالغ في التدبر. ويشهد لذلك:

1 - ماروي عن سعد بن أبي وقاص قال قال ?: (إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا) ().

2 - ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال ?: (إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا) ().

3 - قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه) ().

قال الإمام الغزالي: " البكاء مستحب مع القراءة .. وإنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء، ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن والبكاء فإن ذلك أعظم المصائب" ().

ومنها: ترديد الآية:

وترديد الآية وتكرارها له أثر عظيم في حضور القلب واستحضار الآيات والتأثر بها، وهو من التدبر من حيث إعادة النظرة مرة بعد مرة.

ويؤكد ذلك الزمخشري في تفسيره فيقول:" إن في التكرار تقريراً للمعاني في الأنفس، وتثبيتاً لها في الصدور " ().

ويقول صاحب كتاب التعبير القرآني والدلالة النفسية: " إن الذين تحدثوا عن علم النفس أشاروا إلى أنه متى كثر تكرار أمر تولّد تيار فكري وعاطفي، يتلوه ذلك المؤثر العظيم في الأفراد والجماعات، وهو العدوى " ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير