تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن نسبة كتاب العرش إلى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في حاجة إلى إثبات؛ فلا تكفي مجرد نسبته إليه في بعض المراجع دون ذكر سند لهذه النسبة. ومخطوطة الكتاب الوحيدة المعروفة الآن في العالم، تنسب الكتاب إلى هذا المؤلف بسند فيه نظر. (انظر كتاب العرش تحقيق الحمود: 33 – 39، وتحقيق د. التميمي: 254 - 259).ففي سندها العشاري: قال عنه الذهبي: "وقد أدخل في سماعه ما لم يتفطن له". (انظر سير أعلام النبلاء: 18/ 49)، وقال فيه: "ليس بحجة". (ميزان الاعتدال: 3/ 657). وفي سند هذه النسخة أيضا ابن البناء: اتهم بأنه كان يكشط الأسانيد وينسبها إلى نفسه، وإن كان الذهبي قد دافع عنه. (انظر: سير أعلام النبلاء: 18/ 381 - 382). وفي سند هذه النسخة أيضا ابن كادش: قال الذهبي: قال ابن النجار: كان ضعيفا في الرواية، مخلطا كذابا، لا يحتج به، وللائمة فيه مقال. قال السمعاني: كان ابن ناصر يسئ القول فيه. وقال عبد الوهاب الأنماطي: كان مخلطا. وقال السمعاني: سمعت ابن ناصر يقول: سمعت إبراهيم بن سليمان يقول: سمعت أبا العز بن كادش يقول: وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقر عندي بذلك. قال عمر بن علي القرشي: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول: قال لي ابن كادش: وضع فلان حديثا في حق علي، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا، بالله أليس فعلت جيدا؟ " قال الذهبي: هذا يدل على جهله، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن النجار: رأيت له كتابا سماه "الانتصار لرتم القحاب" فيه أشعار، فيقول: أنشدتني المغنية فلانة، وأنشدتني ستوت المغنية بأوانا، وقد قرأه عليه ابن الخشاب. (انظر سير أعلام النبلاء: 19/ 558 - 560). وقال ابن حجر (لسان الميزان: 1/ 218): "مشهور من شيوخ ابن عساكر أقر بوضع حديث وتاب وأناب". وفي سند هذه النسخة أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن بركة بن طاقويه: قال فيه ابن الدبيثي: "سمعنا منه على تخليط كان فيه، على صحة سماعه" (انظر: كتاب العرش تحقيق د. التميمي: 257)، وقد قرن معه في السند أبو القاسم بن هبة الله، قال فيه الذهبي: "قال ابن الدبيثي: هو صحيح السماع، فيه تسامح في الأمور الدينية. وقال ابن نقطة: كان غير مرضي السيرة في دينه. قال ابن النجار: كان فهما ذكيا، حفظة للنوادر، عمل مرة شطرنجا وزنه خروبتان، ورزة من عاج وأبنوس، ثم كبر وساء خلقه، وكان يتعاسر، ويسب أباه الذي سمعه، وفيه قلة دين، الله يسامحه". (انظر: سير أعلام النبلاء: 21/ 352 - 353).

ويبدو أن هذا السند هو السند الوحيد للكتاب؛ فقد روى ابن الجوزي كتاب العرش بالسند نفسه المذكور أعلاه (انظر: دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه – لابن الجوزي الحنبلي ص: 225 – تحقيق: حسن السقاف – دار الإمام النووي – ط4 – 1424هـ/2000م)، ورواه أيضا ابن حجر بالسند نفسه (انظر: المجمع المؤسس للمعجم المفهرس: 2/ 363 – تحقيق: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي – دار المعرفة – بيروت – لبنان – ط1 – 1415هـ/1994م) وقد ذكر كتابَ العرش محمدُ بن سليمان الروداني ضمن مروياته في فهرسه: "صلة الخلف بموصول السلف"، بالسند نفسه أيضا. (انظر: كتاب العرش تحقيق الحمود: 39 - 40). فمن اللافت للانتباه حقا أن لا يكون لكتاب العرش إلا هذا السند العجيب!!

ابن مردويه وأبو الشيخ ومنهجهما:

أورد هذا الحديث أيضا الإمام السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية المذكورة، ونسبه إلى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش، وإلى ابن مردويه وأبي الشيخ، ولم يقيده بواحد من كتبهما، والظاهر من صنيعة أنهما روياه في تفسيريهما، وهما مفقودان حسب علمي، وقد بحثت عن هذا الحديث في القسم المطبوع من كتاب العظمة لأبي الشيخ فلم أقف عليه. (انظر: كتاب العظمة لأبي الشيخ الإصبهاني – تحقيق: رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري – دار العاصمة – الرياض). ولم يذكر السيوطي سند الحديثين حتى تمكن معرفة درجتهما، وقد كان قدماء المفسرين بالرواية يذكرون سند كل حديث، "ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، ثم حذف أكثر المتأخرين الأسانيد فلم يعد من الممكن التمييز بين الصحيح والضعيف، كما قال السيوطي في الإتقان (في النوع الثمانين في طبقات المفسرين): "ثم ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بترا فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير