تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وما شاع على ألسن الخطباء والوعاظ ليس المعنى الذي ذكرتَ وحده بل هم يستخدمون الآية في المعنيين فيحذرون الأمة من التخلي عن دينهم وعقيدتهم فإنهم إن فعلوا فسيغير الله ما بهم من نعم ويزيلها، وكذلك يذكرونهم إن كانوا يشعرون بشيء من الذل والهوان وضيق العيش أن لا سبيل لتغيير هذه الحال إلا بتغيير ما في النفوس من ضعف الإيمان وقلة العمل الصالح.

وختاما إذا كانت الآية تحمل معنى صحيحا لم يتكلم به السلف فلا أرى مانعا من القول بذلك المعنى لمجرد أن السلف لم يقولوا به.

والله أعلم

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[09 Jun 2010, 03:49 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

...

مع أن هذا التفسير الذي اتفق عليه المفسرون كما قال الرازي هو أيضا الموافق لآية الأنفال والموافق للسياق؛ فـ"ما" في الآية مجملةلكن كيف نفصل إجمالها؟ نفصله من القرآن؛ فنجد آية الأنفال قد فصلته، والمجمل يطلب تفصيله من القرآن أولا، كما قال السيوطي في الاستشهاد أعلاه، وقد مثل العلماء لذلك بآية الزخرف: "وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم"، فـ"ما" في هذه الآية مجملة، لكن فسرتها آية النحل: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم"، وكذلك آياتنا التي هي موضوع هذا الكلام؛ فـ"ما" فيها مجملة فصلتها آية الأنفال. وإذا كان المجمل مفصلا في الكتاب أو في السنة فلا يصح العدول عنهما إلى الاحتمالات اللغوية والعقلية

...

وعلى كل حال فغاية ما يدل عليه الحديث المذكور – على ضعفه – أن المغيَّر قد يكون خيرا وقد يكون شرا، وكذلك كلام القشيري والبقاعي، أما التفسير المحدث فلا يجعل المغيَّر إلا شرا. والله أعلم.

سلام الله عليكم

و جزاكم الله خيراً

إضافةً إلى ما ذكره مشكوراً أخي (أبو سعد الغامدي)، هناك بعض الإشكالات على هذا الرأي في الاقتباس أعلاه؛ أذكرها على سبيل المدارسة و المراجعة:

أوّلها: القول بأن آية سورة الرعد {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} مُجْمَلةٌ، ومُفسَّرةٌ بآية سورة الأنفال {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}: يقتضي بُطلان تلك التفاسير القديمة و الحديثة، القائلة باشتمال كلمة {ما بقومٍ} على النعمة و النقمة؛ لكونها - أي تلك التفاسير - جاءت بغيْر ما فسرته آية الأنفال، المُبيّنة لِما أُجمَل في آية الرعد، أو جاءت بشيء زائد عليه، و كلاهما لا يجوز فيما بَيّنه الشرع.

و هذا على تقدير صحة القول بأنها مجملة و مفسرةٌ بما ذُكِر.

و مثل ذلك يُقال في كلمة {ما بأنفسهم}

[؟]

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[14 Jun 2010, 04:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله خيرا على الاهتمام والإفادة والمشاركة في مدارسة القرآن، جعلنا الله وإياكم من من "نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".

المقصود بالتفسير المحدث هو ما شاع في عناوين السلاسل والكتب والمقالات التي يدل سياقها على أن المقصود بها أن المغيَّر هو شر فقط. وهو المعنى الذي بدأ يتسرب إلى بعض التفاسير. وإذا كان بعض المعاصرين يستشهد بالآية على أن المغيَّر هو خير فلا إشكال في هذه الحالة، وأنا كنت هنا نافيا، والمثبت مقدم على النافي. ولا شك أن هذا التفسير المحدث الذي يحصر المغير في الشر هو صحيح المعنى، لكن موضوعنا هو هل تدل عليه هذه الآية أم لا، وصحة المدلول لا تستلزم صحة الاستدلال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير