ـ[محب البشير]ــــــــ[14 May 2010, 08:36 م]ـ
إخواني الأفاضل أود المشاركة بما يلي:
1/ أخذ الشيخ الطاهر بن عاشور مذهبا آخر في بيان وجه عدم ذكر الإستثناء في آية القمر فقال – رحمه الله -: {وآلَ لُوطٍ: قَرَابَتُهُ وَهُمْ بَنَاتُهُ، وَلُوطٌ دَاخِلٌ بِدَلَالَةِ الْفَحْوَى. وَقَدْ ذُكِرَ فِي آيَاتٍ أُخْرَى أَنَّ زَوْجَةَ لُوطٍ لَمْ يُنَجِّهَا اللَّهُ وَلَمْ يُذْكُرْ ذَلِكَ هُنَا اكْتِفَاءً بِمَوَاقِعِ ذِكْرِهِ وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالرَّسُولِ لَا يُعَدُّ مِنْ آلِهِ، كَمَا قَالَ:" يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ " [هود: 46]} غير أن في شقه الأول إشكال لإغفاله الزوجة اللهم إلا إن ارتضى المعنى الثاني {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالرَّسُولِ لَا يُعَدُّ مِنْ آلِهِ}.
2/ قال الإمام ابن عطية الأندلسي: {لما مضى صدر من محاجة نصارى نجران والرد عليهم وبيان فساد ما هم عليه جاءت هذه الآية معلمة بصورة الأمر الذي قد ضلوا فيه، ومنبئة عن حقيقته كيف كانت، فبدأ تعالى بذكر فضله على هذه الجملة إلى {آل عمران} منها ثم خص {امرأة عمران} بالذكر لأن القصد وصف قصة القوم إلى أن يبين أمر عيسى عليه السلام وكيف كان و {اصطفى} معناه: اختار صفو الناس فكان ذلك هؤلاء المذكورين وبقي الكفار كدراً، و {آدم} هو أبونا عليه السلام اصطفاه الله تعالى بالإيجاد والرسالة إلى بنيه والنبوة والتكليم حسبما ورد في الحديث وحكى الزجاج عن قوم {إن الله اصطفى آدم} عليه السلام بالرسالة إلى الملائكة في قوله: {أنبئهم بأسمائهم} [البقرة: 33] وهذا ضعيف، ونوح عليه السلام هو أبونا الأصغر في قول الجمهور هو أول نبي بعث إلى الكفار، وانصرف نوح مع عجمته وتعريفه لخفة الاسم، كهود ولوط، و {آل إبراهيم} يعني بإبراهيم الخليل عليه السلام والآل في اللغة، الأهل والقرابة، ويقال للأتباع وأهل الطاعة آل، فمنه آل فرعون، ومنه قول الشاعر وهو أراكة الثقفي في رثاء النبي عليه السلام وهو يعزي نفسه في أخيه عمرو: [الطويل]
فَلاَ تَبْكِ مَيْتاً بَعْدَ مَيْتٍ أَجنَّهُ ... عليٌّ وَعَبَّاسٌ وآلُ أبي بَكْرِ
أراد جميع المؤمنين} تفسير ابن عطية الجزء 1 الصفحة 403
3/ على هذا ألا يمكن القول أن الآل قد تأتي و يراد بها الأهل (فتدخل الزوجة) و قد تأتي و يراد بها الأتباع المؤمنون على حسب القرائن.
ونبني على هذا أن آية الحجر أريد بها المعنى الأول و الدليل على هذا استثناؤه للزوجة (فهذه قرينة جعلتنا نحمل الآل على الأهل) و أما آية الحجر فأريد بها المعنى الثاني لخلو المقام من استثناء.
4/ على أنه – ورغم هذا كله – يبقى لدي استفسار أرجو من الجميع إفادتي: قولنا أن الآل لا تدخل فيها الزوجة أليس فيه نوع تصويب لمذهب الشيعة من أن آل محمد لا تدخل فيها زوجاته؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 May 2010, 11:43 م]ـ
3/ على هذا ألا يمكن القول أن الآل قد تأتي و يراد بها الأهل (فتدخل الزوجة) و قد تأتي و يراد بها الأتباع المؤمنون على حسب القرائن.
ونبني على هذا أن آية الحجر أريد بها المعنى الأول و الدليل على هذا استثناؤه للزوجة (فهذه قرينة جعلتنا نحمل الآل على الأهل) و أما آية الحجر فأريد بها المعنى الثاني لخلو المقام من استثناء.
4/ على أنه – ورغم هذا كله – يبقى لدي استفسار أرجو من الجميع إفادتي: قولنا أن الآل لا تدخل فيها الزوجة أليس فيه نوع تصويب لمذهب الشيعة من أن آل محمد لا تدخل فيها زوجاته؟
في اصطلاح القرآن لا فرق بين الأهل والآل، ولا تدخل الزوجة الكافرة فيهما، والدليل واضح وهو قول الله تعالى:
(إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)) سورة الحجر
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)) سورة الشعراء
ولا يدخل القريب الكافر كذلك لقوله تعالى:
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) سورة هود (46)
أما القول إن الآل لا تدخل فيه الزوجة فهو غير صحيح وقد بينت ذلك بالآحاديث الصحيحة.
ونخلص إلى القول:
إن آل الرجل هم أهل بيته من أزواجه وقرابته هذا في اللغة.
أما مصطلح القرآن فآل الرجل أتباعه على ملته من قرابته وغير قرابته وأزواجه، أما من خالف ملته فليس من آله ولا من أهله حتى وإن كانوا بينه وبينهم صلة قرابة أو نكاح.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 May 2010, 01:19 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع.
ولكن والله إني لأستغرب بعض المشاركات، وأتعجب منها ..
فالبعض ذهب عن الموضوع بعيدا، وجعله نقاشا حول دخول المرأة في مسمى الآل أو عدم دخولها ..
ولا يهمني هنا دخول المرأة في الآل أو عدمه ..
فالذين قالوا إنها داخلة في مسمى الآل فعليهم أن يجيبوا عن عدم استثناء الله تعالى لها في سورة القمر.
والذين قالوا إنها غير داخلة فعليهم أن يجيبوا عن استثنائها في سورة الحجر، وفي بقية السور على اعتبار أن الأهل والآل شيء واحد.
والذين قالوا بأن آل الرجل هم أتباعه المؤمنون - في حالة الأنبياء - فعليهم أن يبينوا لماذا استثناها الله تعالى في كل السور التي استثنيت فيها.
أرى أن هذا هو لب الموضوع، وآمل من الإخوة التقيد به لكي يفيدوني فيه جزاهم الله خيرا.
¥