تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[18 May 2010, 03:01 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشكر موصول للإخوة الأفاضل، على هذه المذاكرة الطيبة. وقد عن لي أمر أثبته للمدارسة حول هذا الموضوع.

إذا استأنسنا بالسياق الذي وردت فيه الآية، فسيوقفنا على ما يلي:

قوله تعالى حكاية عن العزيز صاحب مصر:

"قال إنه من كيدكن" هو إخبار عن فعل قد كان، بأنه كيد، وأضافه إلى ضمير الخطاب، لأن المقام مقام تأنيب وزجر، ولم يصفه بوصف زائد على كونه كيدا. بل أسند الكيد إلى الفعل، للإشعار بتلبس هذا الفعل بالكيد، ثم عقب عليه بقوله:

إن كيدكن عظيم، أي هذا الكيد الذي قد كان منكم، في حق الجناب النبوي، عظيم، لعظمة من كِيد له. وأكده بإن لأن المقام كما تقدم مقام زجر وتأنيب، وتفخيم لفعل قد كان، وإنكار له لم كان، وتوبيخ لفاعله عليه.

فوصفه هنا بالعظمة، تهويل وتفخيم لهذا الكيد بخصوصه، من كونه صدر من امرأة العزيز، وكان عن إصرار، وقصد به الكيد لنبي من أنبياء الله، فاكتسب الكيد هذا الوصف، من هذه الحيثيات التي اكتنفته، وبناء على هذا، كل كيد أدى إلى مفسدة عظيمة، في المجتمع من قذف العفيف، وإشاعة الإفك، والتخرص بالشناعات، هو من قبيل الكيد العظيم.

والله أعلم.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 May 2010, 08:08 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشكر موصول للإخوة الأفاضل، على هذه المذاكرة الطيبة. وقد عن لي أمر أثبته للمدارسة حول هذا الموضوع.

إذا استأنسنا بالسياق الذي وردت فيه الآية، فسيوقفنا على ما يلي:

قوله تعالى حكاية عن العزيز صاحب مصر:

"قال إنه من كيدكن" هو إخبار عن فعل قد كان، بأنه كيد، وأضافه إلى ضمير الخطاب، لأن المقام مقام تأنيب وزجر، ولم يصفه بوصف زائد على كونه كيدا. بل أسند الكيد إلى الفعل، للإشعار بتلبس هذا الفعل بالكيد، ثم عقب عليه بقوله:

إن كيدكن عظيم، أي هذا الكيد الذي قد كان منكم، في حق الجناب النبوي، عظيم، لعظمة من كِيد له. وأكده بإن لأن المقام كما تقدم مقام زجر وتأنيب، وتفخيم لفعل قد كان، وإنكار له لم كان، وتوبيخ لفاعله عليه.

فوصفه هنا بالعظمة، تهويل وتفخيم لهذا الكيد بخصوصه، من كونه صدر من امرأة العزيز، وكان عن إصرار، وقصد به الكيد لنبي من أنبياء الله، فاكتسب الكيد هذا الوصف، من هذه الحيثيات التي اكتنفته، وبناء على هذا، كل كيد أدى إلى مفسدة عظيمة، في المجتمع من قذف العفيف، وإشاعة الإفك، والتخرص بالشناعات، هو من قبيل الكيد العظيم.

والله أعلم.

أخي الكريم: هذا التخصيص بهذه الحيثيات التي ذكرت لا يستقيم في علوم القرآن الكريم.

وقوله تعالى: "إن كيدكن عظيم" عام في جميع النساء وليس خاصا بتلك المرأة، وشأنه في ذلك شأن كل خطاب ورد في سياق خاص وإلا فما فائدة قول أهل العلم: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"

راجع كلام أهل العلم الأقدمين على هذه الآية.

وفقني الله وإياك لما فيه الخير والسداد.

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[18 May 2010, 09:22 م]ـ

شكرا لكم أخي إبراهيم الحسني على المرور الكريم،

وقد استوقفني فيما ذكرت قولك: "هذا التخصيص بهذه الحيثيات التي ذكرت لا يستقيم في علوم القرآن الكريم"

وهذه الحيثيات مستفادة من السياق، فإن كنت تقصد أن القول بالسياق، واعتباره منهجا لم يأخذ به من صنف في علوم القرآن، فهذا قول إخال أنه غير صائب, ولا يخفى عليك ما كتبه الزركشي وأشار إليه السيوطي في هذا الباب.

وقد قال الزركشي رحمه الله في بعض كلامه في البرهان: وهذا [أي السياق] يعتني به الراغب كثيرا في كتاب المفردات فيذكر قيدا زائدا على أهل اللغة في تفسير مدلول اللفظ لأنه اقتنصه من السياق. انتهى

وللدكتور الفاضل محمد الربيعة، "علم السياق القرآني" وقد نشر منه مقالات مفيدة في هذا المنتدى المبارك، وسماه علما، لأنه لما جمع مباحثه، وهذب فصولا منه، ناسب أن يدرجه في علوم القرآن ومباحثه. فهو كعلم الناسخ والمنسوخ وعلم أسباب النزول، ونحو ذلك.

ثم إن صاحب التحرير قال عند هذا الموضع:

فضمير جمع الإناث "كيدكن" خطاب لها، فدخل فيه من هن من صنفها بتنزيلهن منزلة الحواضر. اهـ

وقد كان صاحب التحرير يتهيأ له أن يقول من "جنسها" ويعمم بذلك حكم الآية، بيد أنه عبر بصنفها، أي نوعها، وإخال أنه دعاه إلى ذلك اعتبار الواقعة والظروف المحيطة بها، لما لها من شأن واعتبار في الحكم والوصف.

ثم بعد هذا، فالكيد أنواع ومراتب، أعظمها الكيد للشرفاء، وذوي العفة، وأدناها مطلق الكيد الذي جبل عليه بنو آدم، وكان للنساء منه حظ وافر،

وغرضي أن أخلص في النهاية، إلى أن الكيد مراتب، وأنه لا يكون عظيما دائما، ويوصف بالعظيم إذا ما ترتب عليه فساد كبير. والله أعلم

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 May 2010, 10:33 م]ـ

أخي الكريم: عدنان شكر الله لك.

نحن نتكلم في مسألة معينة ودقيقة وهي: هل ورود قوله تعالى: "إن كيدكن عظيم" في سياق امرأة العزيز يخصص ذلك بها أم لا بحيث لا يمكن تعميمه على سائر النساء إلا بدليل آخر؟

أم أن لفظ "إن كيدكن عظيم" عام في جميع النساء وتخصيصه بامرأة العزيز يحتاج إلى مخصص؟

هذا هو الموضوع.

والذي وجدته عند أهل العلم المتقدمين أن هذا اللفظ عام في جميع النساء؛ فإن أردت تخصيصه بامرأة العزيز فلا بأس ولكن لنستفد منك المخصص.

وأما مسألة درجات الكيد؛ فالذي يعنينا منه هنا هو كيد النساء، وقد أطلق الله تعالى وصفه بالعظم؛ فإن ثبت أن هذا اللفظ عام في النساء، فلا شك أن كيدهن عظيم مطلقا إلا ما خصصه دليل آخر.

والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير