ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[23 May 2010, 12:04 م]ـ
ليست صفة ملاصقة لكل النساء نفعنا الله بكل خير
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 May 2010, 01:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشكر موصول للإخوة الأفاضل، على هذه المذاكرة الطيبة. وقد عن لي أمر أثبته للمدارسة حول هذا الموضوع.
إذا استأنسنا بالسياق الذي وردت فيه الآية، فسيوقفنا على ما يلي:
قوله تعالى حكاية عن العزيز صاحب مصر:
"قال إنه من كيدكن" هو إخبار عن فعل قد كان، بأنه كيد، وأضافه إلى ضمير الخطاب، لأن المقام مقام تأنيب وزجر، ولم يصفه بوصف زائد على كونه كيدا. بل أسند الكيد إلى الفعل، للإشعار بتلبس هذا الفعل بالكيد، ثم عقب عليه بقوله:
إن كيدكن عظيم، أي هذا الكيد الذي قد كان منكم، في حق الجناب النبوي، عظيم، لعظمة من كِيد له. وأكده بإن لأن المقام كما تقدم مقام زجر وتأنيب، وتفخيم لفعل قد كان، وإنكار له لم كان، وتوبيخ لفاعله عليه.
فوصفه هنا بالعظمة، تهويل وتفخيم لهذا الكيد بخصوصه، من كونه صدر من امرأة العزيز، وكان عن إصرار، وقصد به الكيد لنبي من أنبياء الله، فاكتسب الكيد هذا الوصف، من هذه الحيثيات التي اكتنفته، وبناء على هذا، كل كيد أدى إلى مفسدة عظيمة، في المجتمع من قذف العفيف، وإشاعة الإفك، والتخرص بالشناعات، هو من قبيل الكيد العظيم.
والله أعلم.
أخي الكريم عدنان
قولك هذا قول وجيه فيه عمق وتأمل. ولا يوجد فيه تعارض على كل ما قلناه. فالمسألة ليست محسومة بقول واحد. وبارك الله بك على مشاركتك الطيبة. ويا حبذا لو تشاركنا دوماً بتلك النحات. وسامحني على التأخير في الرد. فقد غفلت عن مشاركتك هذه
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[01 Jun 2010, 02:42 م]ـ
شكرا حضرة الأستاذ تيسير الغول، على المرور الكريم،
وما أشار إليه الأستاذ إبراهيم الحسني مشكورا من تحرير محل النزاع، أمر مهم غاية. حتى لا ينجر بنا القول إلى أباعد أطرافه، وإذ قد وقف الأمر عند هذا الموضع بخصوصه، وكان محل النزاع في التخصيص أو عدمه، فإني أثبت بعض الرأي هنا للمدارسة وفضل النظر.
وهو أن مبنى المسألة على مرجع الضمير الوارد في قوله سبحانه: "كيدكن" ولا خلاف أن الضمير هنا ضمير خطاب موجه لمخاطب معين، كما لا خلاف أيضا، أن هذا المخاطب هو امرأة العزيز، ومن كان معها. وقد زعمتُ فيما مضى، أن الكيد العظيم، هو توصيف لفعل امرأة العزيز. والمخصص فيما يظهر هنا هو: السياق، واعتباره مخصصا ليس بدعا من الرأي، وقد نص على التخصيص بالسياق الصيرفي شارح الرسالة من المتقدمين، وهو ظاهر قول الشافعي في المسألة.
ويكون مستفاد الآية من هذا الوجه، هو وصف الكيد بالعظمة، باعتبار ملابساته ونتائجه، وأن الكيد درجات، وأن كيد النساء لا يكون عظيما دائما، بل عظمته بما يترتب عليه من مفاسد.
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Jun 2010, 03:00 م]ـ
أخي الكريم: عدنان.
طرحك فيه الدقة العلمية التي يفتقر لها كثير من الكتاب، بارك الله فيك.
ولكن أنبه إلى نقطتين في هذا المجال:
1 - أن التخصيص بالسياق يختلف عن التخصيص بالسبب، وقد يشتبهان كما نص على ذلك أهل الأصول.
2 - أن التحقيق في مسألة التحقيق بالسياق هو كما قال الشوكاني رحمه الله تعالى: (والحق: أن دلالة السياق إن قامت مقام القرائن القوية المقتضية لتعيين المراد، كان المخصص هو ما "اشتمل"* عليه من ذلك، وإن لم يكن السياق بهذه المنزلة ولا أفاد هذا المفاد فليس بمخصص. إرشاد الفحول [1/ 398]
وقوله: "هو ما اشتمل عليه من ذلك " يعني به ما اشتمل عليه السياق من القرائن لا أن السياق يخصص بنفسه؛ فالفرق دقيق جدا، لكن ظلاله الدلالية كثيرة.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:08 م]ـ
قرأت ردكم الكريم، وتنبيهكم الدقيق، وأذاكركم في أمرين:
1/ كلام الإمام الشوكاني رحمه الله، فيه إحالة على أمر استوقفني، وذلكم أنه جعل دلالة السياق المعتبرة هي ما قامت "مقام القرائن القوية المقتضية لتعيين المراد".
والنظر هنا في قوله: "القرائن القوية المقتضية لتعيين المراد" ما هي هذه القرائن القوية المقتضية؟ وكيف السبيل إلى تعرفها؟ وما هي معايير القوة والاقتضاء في القرينة؟
أسئلة إخالها ضابطة معينة، على إقامة عملية السياق كما أشار إليها الإمام الشوكاني.
ولا ريب أن الشوكاني عناه أكثر ما عناه في حديثه عن التخصيص بالسياق، ضبط عملية الاستدلال بهذه الأداة، وتقنين استعمالها.
2/ ثم إنه لم يبن لي الفرق بين السياق والقرائن، إذ ما عهدته أن السياق [وهو مصدر دال على الحدث] يدل على حدث مفاده سَوقُ القرائن بين يدي الكلام، وتزجيتها على نحو ما. فكما أنه لا تتم عملية سوق بدون شيء مسوق، فكذلك لا يتم شأن مسوق إلا بسوقه على نسق ونظام. فنسبة التخصيص للقرائن هي نسبة للسياق الذي ضمها.
والله أعلم.
ثم إنه قد عنت لي بعض القرائن في الآية، أذكرها فيما بعد، قصد المدارسة والنظر فيها وفي كونها متوفرة على شرط القوة والاقتضاء لتعيين المراد كما هو شرط الشوكاني رحمه الله. إن شاء الله
¥