تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قبل الخوض في كل من التفسير والتدبر وغيرهما من المتشابهات، ينبغي عرض مفهوم كل منهم بتاصيل ذاتي من كتاب الله وبتحقيق يليق بكتاب الله الذي نتحدث بشانه، فانا ارى ان لكل منهم خصوصية وصفية تتجاوز مسالة الخصوص والعموم الكمي الى مسالة الخصوص الوصفي منه، وبداية نستطيع ان نستشف من كتاب الله ان التفسير هو اختصاص الله بغير شريك له في هذا الفعل وفق الاية:

{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33

وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع، لسانية او غيرها؟ وهل يُفَسر التفسير؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟

لقد اشارت الاية الى ان الحق واحسن تفسيرا هو مقابل مَثلُهم، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات، واين هو المُفَسر؟

واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه في الاية،

وبعبارة اخرى؛ اين هو المستورالذي كشفه الله، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه؟ سوف لن نجد لوصف الكشف اي محل في الاية،

فكل من التفسير واحسنه هو الذي ياتي به الله، والبشر ياتي بمثل لايكون تفسيرا، وانما تفسير الله هو " تلك الامثال التي يضربها للناس " والتي نطلق عليها ونخصها بمسمى " الايات "، بينما نجد ان التدبر عملية اقل شأنا ولاتليق بذات الله وهي تكليف من الله للبشر في ذلك دون ان تكون من فعل الله كما التفسير،

التفسير له مفهوم قديم وشائع ووهم ولاغي واخر اعرضه عليكم واحسبه اصوب من القديم الشائع واللاغي،

مفهومي للتفسير بحسب ما ءال اليه مفهوي بما تشير اليه الاية هو عرض الحق او التمثيل للحق، وليس الكشف عن المغطى او حل للمشكل او البيان، لان للبيان مفهوم هو الضد للخفاء، والتفسير له الخصوصية الوصفية بانه عرض الحق وليس كشف الخفاء،

وتفسير الله هو ليس الاحسن من غيره وحسب بل هو الاحسن المطلق الذي ليس غيره حَسَن، وليس هو في الاية تفضيل على مفضول وانما هوالفضل وحده بغير رديف او قريب،

اما لو تجاوزنا واجرينا المفهوم الشائع - جدلا - فان هذا المفهوم سيفضي الى ماهو اشد نكرانا وحطا من كتاب الله، فهو يتضمن ان القرءان هو المغطى الذي يكشف عنه بشر، وهو المشكل الذي يحله البشر، وهو المطموس الذي يستنقذه بشر، وهو ليس الذي يسره الله بلسان رسوله!!! وبذا فان التفسير الزعم او زعم التفسير يتناقض والحال او التقرير الذي يقوله القرءان عن نفسه،

ان كتاب الله لايليق له ان نطلق عليه حتى اسم " المُفَسَّر " على وزن مبيَّن بل هو اكبر من ذلك ويليق ان يكون هو التفسير بعينه، اي فاعلا ومفسرا اي واصفا للحق دون غيره، كما لايليق ان نطلق على حديث البشر في القرءان مسمى التفسير، فالتفسير ليس من اهلية البشر شكلا ومضمونا او فعلا ووصفا،

بينما ان التدبر والدرس والقراءة والتعلم من كتاب الله فيها وصفا يليق بعمل البشر تجاه كتاب الله ولايتناقض معه،

فالتفسير الزعم فيه تجاوز على التفسير الحق وفيه اجتراء على الله وسوء ادب معه، واستطيع ان امثل له بتلميذ قام من بعد درس استاذ له ولرفاقه التلاميذ فقال ان حديث الاستاذ مشكل وغير مبين وينبغي الكشف عنه بسبب الحجب التي تكتنفه ولم يستطع الاستاذ ان يوضح مقصده وانا ساقوم باعادة شرحه وبيان مشكله، فهذا من حيث العمل، واما من حيث المفهوم فان مفهوم التفسير الشائع هوغير المفهوم للتفسير بحسب الاية الكريمة السابقة،

والتفسير الزعم لن يقرِّب او يؤدي الى التفسير الحق بل انه سيصد عن التفسير الحق بل يزيحه ويتربع بدلا عنه ويبيض ويفرخ امثالا يزعم انها حقا وتفسيرا شريكا للحق واحسن تفسيرا،

ان التفسير الزعم لن يكون مزيلا لحجب القرءاة والتلقي التي يعاني منها اكثر الناس لانه لا يكشفها بل يزيدها حجبا، ولان تلك الحجب هي حجب مفارقة التقوى والاسلام لله رب العالمين وبهذا فان التفسير الزعم ليس من وسائل كشفها، والسبب ببساطة ان الاشكال في التلقي وليس في الالقاء والذي هو حديث الله البيّن بذاته المبين لغيره،

هذا قولي اعرضه عليكم فان وجد قبولا جزئيا او كليا كان بها، وان لم يجد فارجو مناقشته بالدليل والحجة،

وشكر الله لكم،

ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 May 2010, 10:14 ص]ـ

ورد التدبر في القرآن الكريم في أربعة مواضع:

1. ? چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [النساء: 82]

2. ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ? [المؤمنون: 68]

3. ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ? [ص: 29]

4. ?ک گ گ گ گ ? ? ? [محمد: 24].

ومن لطائف هذا الاستعمال أنه جاء بالفعل ? گ ? بالنون (كاملاً) على الرفع، مع ذكر لفظ ? گ ? كاملاً، فناسب مجيء الفعل كاملاً مع ذكر القرآن كاملاً، وسياق الخطاب للمنافقين، فهم بحاجة إلى تدبر القرآن الذي سمعوه كاملاً، آية عقب آية.

وفي الاستعمال الثاني ?? ? ?، ? ? ? بحذف النون على الجزم في الأول، والنصب في الثاني، مع ذكر ? ?? في الأول، ? ? ? في الثاني وهي بعض القرآن، ولم يذكر ? گ ? كما في الاستعمال الأول، وسياق الخطاب للكافرين في الفعل الأول?? ? ?، فهم يكفيهم أقل تدبر لقول من القرآن، أما الخطاب في الفعل الثاني ? ? ? فهو يعود إلى ما سبقه من ذكر المتقين والفجار، وهم كذلك يكفيهم تدبر آيات من هذا القرآن، لكن التذكر الحقيقي يكون للمتقين أولي الألباب.

كما أن مجيء الصيغة بالتشديد (التضعيف) ليبين شدة المطالبة بتدبر بعض هذا القرآن ليحصل الإيمان واليقين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير