تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [الحديد: 12 - 19].

...

أما المقطع القادم فلا نكاد نحتاج فيه إلى بيان، ولو شئنا أن نضع له عنوانًا، فما أظننا سنختلف على من يقول إن عنوانه (أنفقوا في سبيل الله).

فالآيات الخمس تحمل هذه الرسائل بالترتيب:

1 - الحياة الدنيا لعب ولهو ومظاهر وزخارف مثل النبات المروج والحدائق التي تعجب قصار النظر فلا يفكرون في نهايتها، فما هو إلا قليل حتى يصفرَّ هذا النبات الجميل، ثم يتيبس فيفقد نضارته وزهرته، ثم يكون هشيمًا محطمًا .. فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، ليست بمتاعٍ حقيقي مستقر ولا خالد.

2 - ولهذا .. لا تتعلقوا بهذا المتاع الزائف والزائل والذي سيتحطم قريبًا، وانطلقوا إلى متاع جنة عرضها السموات والأرض.

3 - واعلموا أن كل شيء في هذه الدنيا من الأرزاق والأموال والأحداث مقدَّر عند الله من قبل أن يقع؛ حتى لا تحزنوا على ما فقدتم ولا تطيروا فرحًا بما حصلتم عليه؛ فالله لا يحب المختال المتباهي المتفاخر المتكبر.

ثم تأتي الآية التي تفسر من هو المختال الفخور، فهم الذين يبخلون، ويأمرون الناس بالبخل ..

بل هي تفسر كل ما سبق من آيات، وفيها توجيه وإرشاد، فإذا كانت الدنيا متاع غرورٍ، وكان المتاع الحقيقي في الآخرة في جنة عرضها السموات والأرض، وكانت الأرزاق والأموال مقدرة مكتوبة من قبل أن يوجد البشر، وتوجد الأحداث، فما معنى أن يتفاخر المرء ويتباهى ويتكبر؟!

ما معنى أن يبخل؟ .. لا .. بل ويأمر غيره بالبخل! بالبخل على الله!! ما هذا الجحود؟ بل ما هذا الجنون؟! فإن الله هو الغني الحميد.

{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ * مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 20 - 24].

...

وتختم السورة بخمس آيات أخرى تُقِرُّ حقائق الحياة بلهجة حازمة:

1 - الله أرسل الرسل بالمعجزات وبالكتب لتعتدل حياة الناس.

2 - وأنزل الحديد، فيه البأس والشدة، وفيه منافع للناس.

3 - إن هذه أمور ليتبين بها مَن الذي آمن بالله ونصره وهو لم يره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير