ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 May 2010, 12:12 ص]ـ
ربما جاز فرد العضلات والمهارات بأنواعها مادام النية الحسنة موجودة والغرض بيان الحق
ومادام الجروح لا تتعدى صفحة المنتدى فعلاجها يسير ولله الحمد
وشكر الله للأخوين الفاضلين محمد وإبراهيم
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 May 2010, 07:04 ص]ـ
أخي الحبيب هذا رأي في بعض ما ذكرتموه:
1ـ أوّل الصفات وحمل الآيات على المجاز
قلتم تحتها: " وذكر حقيقة الإيمان وأنه لا يزيد ولا ينقص " أرجو أن تقرأوا أيها الأحباب المسألة في الموضع المشار إليه بتمعن وكيف حاول الشيخ الجمع بين الأقوال وضعف من ينقل القول بعدم الزيادة والنقصان عن مالك .... إلخ مما يدل على تجرد وبحث علمي منقطع النظير ويبقى الخلاف بعد ذلك في الترجيح مسألةً لا تعدو أن تكون محل اجتهاد ونظر.
ذكرتم تحتها نقلاً عن غيركم:: "هو على طريقة أهل بلده فقي تقليد المذهب المالكي والتبحر في فروعه دون معرفة الدليل من الكتاب والسنة حتى يميز بين الحق من الباطل فالكل عند المقلدة حق خطأه وصوابه لا هم بالأئمة اقتدوا ولا للدليل اتبعوا"
وقراءة الكتاب تدلنا بجلاء أن ابن عاشور يعرف الدليل من الكتاب والسنة والكتاب مليء بمثل هذا وأكتفي بمثالٍ هو أول مثال وجدته على عجل وليرجع من شاء إلى المكتبة الشاملة ليجد الأمثلة الكثيرة، قال عند آيات الصيام في البقرة وهو يتحدث عن صيام السفر: " والمسألة مختلف فيها فعن أنس بن مالك أنه أراد السفر في رمضان فرحلت دابته ولبس ثياب السفر وقد تقارب غروب الشمس فدعا بطعام فأكل منه ثم ركب وقال: هذه السنة، رواه الدارقطني، وهو قول الحسن البصري، وقال جماعة: إذا أصبح مقيما ثم سافر بعد ذلك فلا يفطر يومه ذلك هو قول الزهري، ومالك والشافعي والأوزاعي وأبي حنيفة وأبي ثور، فإن أفطر فعليه القضاء دون الكفارة، وبالغ بعض المالكية فقال: عليه الكفارة وهو قول ابن كنانة والمخزومي، ومن العجب اختيار ابن العربي إياه، وقال أبو عمر بن عبد البر: ليس هذا بشيء لأن الله أباح له الفطر بنص الكتاب، ولقد أجاد أبو عمر، وقال أحمد وإسحاق والشعبي: يفطر إذا سافر بعد الصبح ورووه عن ابن عمر وهو الصحيح الذي يشهد له حديث ابن عباس في "صحيحي البخاري ومسلم" "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بماء فرفعه إلى يديه ليريه فأفطر حتى قدم مكة"، قال القرطبي: وهذا نص في الباب فسقط ما يخالفه" فهل هذا كلام من لا يعرف الأدلة أو يتعصب لمذهبه؛ سبحانك هذا بهتان عظيم.
ونقلتم عنه أيضاً: " وقد حاول الشيخ أن يكثر في تفسيره من التحليلات اللغوية والبلاغية بأسلوب واسع"
هل هذا مدح أم ذم وما معنى حاول في هذا السياق؟
ونقلتم عنه أيضاً: "وأما عقيدته فهو أشعري جلد وقد صرح بذلك في بعض الصفات يكثر من التحليلات والتعليلات ويظهر بعض الاعتراضات التي لا تزيد المذهب الأشعري إلا تقعرا ينظر إلى التأويل بأنه سيف مسلول على الملاحدة"
الذي أفهمه من (جلد) شدة التعصب، أحيلكم على موضع واحد – والمواضع متعددة - يقارن فيه ابن عاشور بين الأقوال ولا يتعصب للإشاعرة ولا لغيرهم بل يعرض الأقوال ويرجح ويجمع مع أنه والله أعلم قد وصل إلى مرحلة علمية يستطيع معها أن يرجح، وهذا الموضع هو آية الرؤية في القيامة حيث قدم بمقدمة عن تعامل الفرق الإسلامية مع آيات الصفات ولم يتعصب فيها للأشاعرة ألبتة
"وإذا ذكر عقيدة السلف يذكرها بخلط وضعف"
المثال السابق يرد هذا الكلام
" وأنها عقيدة المساكين السذج". .
أرجو أن تدلل على مثل هذا، و قد يكون مثال سورة القيامة كافيا في عكسه
3ـ أكثر من النقل من التوراة والإنجيل وربما رجح ما فيها:
ما الإشكال في هذا إلا إن عارض به قرآنا أو سنة صحيحة أو أقوال السلف، أرشدني ولك مني الدعاء
5ـ يذكر النظريات العلمية في تفسير النصوص القرآنية:
هل هذا في نفسه إشكال، قال ابن عاشور في آية البقرة المحال عليها:" وقد وعد الله تعالى في هذه الآية وغيرها السماوات سبعا وهو أعلم بها وبالمراد منها إلا أن الظاهر الذي دلت عليه القواعد العلمية .... " ثم ساق اجتهاده، ولو رد أحدٌ على رأيه الاجتهادي برأي اجتهادي فلا غضاضة ولا إشكال بل يشكر صاحب الرد إن رد بعلم وأدب، لكن المشكلة أن يعد هذا مأخذا على منهجه.
6ـ انتقده بعض أهل البلاغة:
وما ذكرتم تحتها سوى نقد الدكتور: عبدالعظيم المطعني دون تعليل ولا تدليل لكن لي على الاعتماد على نقده ملاحظات:
1 - قد أثنى على التفسير من أهل البلاغة من هو أرسخ قدما وهو الدكتور محمد أبو موسى حيث قال لي: " وددت أن أتقرب إلى الله بمثل ما تقرب به ابن عاشور" يقصد تفسيره، وكثيراً ما يثني الدكتور على بلاغيات ابن عاشور وإمامته، وقد أثنى على الكتاب من الناحية البلاغية الكثيرون غير الشيخ أبو موسى مثل الدكتور: الشحات أبو ستيت رحمه الله والدكتور أحمد سعد ناجي حفظه الله وغيرهم، فلنقل في مقابل قولكم " انتقده بعض أهل البلاغة" " أثنى عليه أكثر أهل البلاغة".
2 - مع فضل الدكتور المطعني إلا أن المنهج العلمي أنه لا يقبل نقده إلا إذا دلل وعلل.
3 - قامت رسائل متعددة حول الجانب البلاغي عند ابن عاشور- وهذا من أدلة قيمة الكتاب بلاغياً فلتراجع تلك الرسائل – وأنا لم أطلع عليها- فإن كان فيها بيان لنقص في بلاغيات ابن عاشور بحجة وبرهان فلا إشكال في الانتفاع بها وقبل ذلك ينبغي التوقف والتريث.
وقد تركت بعض النقاط لضيق الوقت ولعلي أعود إليها لاحقاً إن يسر الله، وإذا رد علي الأخ أو غيره فلن أرد بإذن الله، وقد فتحت إن شاء الله أعين القراء على ما يكفيهم ليصلوا إن تابعوا المشوار إلى راي يطئنون إليه ويلقون الله به
¥