تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - فضل الستر: ولمزيد من بيان قيمته وقدره، تحدثت الشريعة عن فضله، فستر الانسان نفسه، أو ستره لغيره، لا يعني الستر المطلق، إنما هو الستر الدنيوي ليس غير، وإلا فرب العالمين مطلع على كل شيء، على كل صغيرة وكبيرة، قال تعالى:" وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم، ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون".

-عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أصاب حدا فعجل الله له عقوبته في الدنيا، فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حدا فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5)

لكن مع ذلك فالستر مطلوب، وأعطى عليه رب العالمين من الفضل والثواب ما يغري على تمثله، ومن ذلك:

أ-الجزاء من جنس العمل بل وضعفه، الستر في الدنيا ويوم القيامة:

حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على ستر العورات؛ فقال:" لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6). وقال صلى الله عليه وسلم:" من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7) وقال صلى الله عليه وسلم:" ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة ". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)

ب-ثوابه الجنة: أخرج الطبراني عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يرى مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه، إلا أدخله الله بها الجنة ".

ج- الدفاع عنهم والانتقام لهم؛ لأن من تجرأ على فضح أخيه تكفل الله بفضحه وكشف ستره عنه، حتى إن كان في جوف رحله، جاء في الحديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِه ِ". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9)

ومن رحمةِ الله عزَّ وجلَّ بِخَلقِه، أنه نَهَى العبدَ أنْ يَهتكَ سِترَه بِنَفسِه، كما روى البخاري في باب (ستر المؤمنِ على نفسِه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" كلُّ أمتِي مُعافًى إلا المجاهِرين، وإنَّ من المجاهرةِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملا، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملتُ البارحةَ كذا وكذا؛ وقد بات يسترُه ربُّه ويُصبِحُ يكشفُ سِترَ الله عنه".

3 - أنواع الستر:

أ-ستر العورات: المسلم يستر عورته، ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها. قال الله تعالى: " والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ". المؤمنون/ 5 - 6. وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي وما نذر؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك ". فقال السائل: يا نبي الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن استطعتَ أن لا يراها أحد، فلا يرينَّها " قال السائل: إذا كان أحدنا خاليًا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فالله أحق أن يستحيا منه من الناس". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11) أما ما تفعله كثير من النساء اليوم من كشفٍ لعوراتهن، وعدم إخفاء زينتهن، وخروج بلا أدب ولا حشمة، بكل سفور وتبرج، فإنما ذلك إثم كبير، وذنب عظيم، والمسلمة الملتزمة أبعد ما تكون عن ذلك؛ لأنها تصون جسدها وتلتزم بحجابها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير