[طرائف اللغويين]
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[07 Oct 2010, 04:02 م]ـ
[طرائف اللغويين]
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
يتّسم أهل اللغة بالجد والمثابرة في التحصيل، ولكنهم يعرفون البسمة والفكاهة، وعندهم طرائف ومُلَح ومواقف لا تُنسى، وأنقل لكم بعضًا من هذه القصص التي ترويها كتب الأدب العربي للإمتاع والتعلم في آن معًا، فلربما نأخذ المعلومة اللُّغوية السريعة عن طريق هذه الحكايات، فلندقق النظر بها لتكون الفائدة المرجوة منها أكبر.
روي أن رجلا قصد سيبويه لينافسه في النحو فخرجت له جارية سبيويه فسألها قائلا: أين سيدك يا جارية؟
فأجابته بقولها: فاء إلى الفيء فإن فاء الفيء فاء.
فقال: والله إن كانت هذه الجارية فماذا يكون سيدها، ورجع.
قال أحد النحاة: رأيت رجلا ضريرًا يسأل الناس يقول:
ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا ...
فقلت له: يا هذا ... علام نصبت (ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا)
فقال الرجل: بإضمار ارحموا ....
قال النحوي: فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته أياه فرحًا بما قال.
عن الحسين بن السميدع الإنطاكي، قال: كان عندنا بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق. فغرق في البحر (شلنديتان) من مراكب المسلمين التي يقصد بها العدو، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب يخبره:
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أيها الأمير أعزه الله تعالى أن شلنديتين (أعني مركبين) قد صفقا من جانب البحر (إي: غرقا من شدة أمواجه) فهلك من فيهما (أي: تلفوا).
قال: فكتب إليه أمير حلب: بسم الله الرحمن الرحيم، ورد كتابك (أي: وصل)، وفهمناه (أي: قرأناه)، أدِّب كاتبك (أي: اصفعه)، واستبدل به (أي: اعزله)، فإنه مائق (أي: أحمق)، والسلام (أي: انقضى الكتاب)
وعن ابن هشام الأنصاريّ قال: قلت يوما: تَرِدُ الجملة الإسمية الحالية بغير واو في فصيح الكلام خلافًا للزمخشري كقوله تعالى {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة} الزمر 60.
فقال بعض من حضر: هذه الواو في أولها!!؟
قال أحد النحاة: كنت أشرح لطلبتي موضوع "المبني من الأسماء"، ووضّحت لهم أنّ العلم المختوم بـ"ويهِ" يبنى على الكسر، مثل "سيبويهِ".
ثمّ طلبت منهم ذكر أمثلة غير الذي ذكرته:
فمنهم من ذكر "خالويه".
وآخر ذكر "نفطويه".
والأخير ذكر "بأبويهِ".
قال رجل لسعيد بن عبد الملك الكاتب: تأمر بشيئًا؟
قال نعم بتقوى الله وإسقاط ألف شيء!!
كان أبو علقمة من المتقعرين في اللغة وكان يستخدم في حديثه غريب الألفاظ، وفي أحد الأيام قال لخادمه: أصقعت العتاريف؟، فقال الخادم: زيقيلم، فتعجب أبو علقمه وقال لخادمه: يا غلام
ما زيقيلم هذه؟، فقال الخادم: وأنت، ما صقعت العتاريف هذه؟، فقال أبو علقمة معناها: أصاحت الديكة؟، فقال له خادمه: وزيقيلم معناها: لم تصح!!
وقال أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار: قال رجل لرجل: قد عرفت النحو إلا إني لا أعرف هذا الذي يقولون: أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان؟
فقال له: هذا أسهل الأشياء في النحو إنما يقولون: أبا فلان لمن عظم قدره وأبو فلان للمتوسطين وأبي فلان للرذلة.
عن أبي القاسم الحسن قال: وقف نحوي على رجل فقال: كم لي من هذا الباذنجان بقيراط؟؟، فقال: خمسين فقال النحوي: قل خمسون، ثم قال: لي أكثر، فقال: ستين قال: قل: ستون، ثم قال: لي أكثر فقال: إنما تدور على مئون وليس لك مئون.
حكى أبو بكر التاريخي في كتابه أخبار النحويين: أن رجلا قال لسمَّاك بالبصرة: بكم هذه السمكة؟ فقال السماك: بدرهمان ...
فضحك الرجل!!!
فقال السماك: أنت أحمق، سمعت سيبويه يقول: ثمنها درهمان!!
حكى العسكري في كتاب التصحيف أنه قيل لبعضهم: ما فَعَلَ أبوك بحمارِهِ؟
فقال: باعِهِ (بكسر العين)، فقيل له: لم قلت "باعِهِ"؟ قال: فلم قلت أنت "بحمارهِ"؟ ...
قال الرجل: أنا جررته بالباء؟، فرد عليه بقوله: فلم تجر باؤك وبائي لا تجر!!؟
عن أبي زيد الأنصاري قال: كنت ببغداد فأردت الانحدار إلى البصرة
فقلت لابن أخ لي: اكتر لنا .. فجعل ينادي: يا معشر الملاحون .. يا معشر الملاحون .. ، فقلت: ويحك ... ما تقول جعلت فداك؟؟!!
¥