[" فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ... "]
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[10 Sep 2010, 11:32 م]ـ
الحمد لله أحمده حمدا يليق بذاته , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة , وبعد
أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا , وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين.
السنة النبوية المطهرة كما جعلتنا نقف على حقائق الماضي وأطلعتنا على الحاضر فقد بينت لنا وقائع مستقبلنا وما سوف يقع حتى في أواخر الزمان , وهذا شيء قد تميزت به هذه الأمة.
ولكن وللأسف الشديد فنحن أمة غافلة غير قارئة غير مستوعبة , نقف متشدقين بأمجاد الماضي ونبكي عليها , ثم إذا نظرنا إلى حاضرنا يعترينا اليأس والكآبة كما استعرضنا في المقالة السابقة.
فلما نقف على المستقبل الذي صوره لنا نبينا صل1 وما سيكون في آخر الزمان , وأن العلو والغلبة سوف يكون لهذا الدين كما صورها الله عز وجل بقوله " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون " الصافات تنفرج لذلك أساريرنا ونشعر بالتفاؤل , فجند الله قادمون , وسيحقق الله النصر على أيديهم , ولن ينتصروا فقط على اليهود كما يعتقد الكثيرون , فهذا فهم قاصر فنحن لن نحقق النصر على اليهود إلا إذا قطعنا دابر من هم وراء اليهود من أهل أمريكا وأوروبا الممثلين للصليبية العالمية , من يدعمون اليهود ماليا وسياسيا وإعلاميا , ويمررون لهم جرائمهم ويقفون بالمرصاد ضد كل من يناهضهم أو يعتدي عليهم , وما حق الفيتو منا ببعيد.
فمن التغفيل أن يتحدث أحد عن وقوف أمريكا بجانب قضية السلام وحقوق الفلسطينين واتفاقيات السلام , فما هذه إلا أماني لا يصدقها إلا الجهلاء.
فالنبي صل1 وهو يكشف لنا حجب المستقبل –وهو الذي لا ينطق عن الهوى- يبين أننا قبل أن نستأصل اليهود لابد وأن نستأصل الصليبية العالمية ممثلة في أوروبا وأمريكا.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو كيف لنا الإنتصار على أمريكا وأوروبا تلك القوى العظمى التي تملك ترسانة الأسلحة الحديثة والمتطورة؟ كيف لنا أن نواجه كل هذه القوى؟ أليس هذا خيالا؟
لا أخي الكريم إن مثل أمريكا الآن كمثل عاد الأولى الذين قالوا في كبر وعظمة وتحد للجبار " ... من أشد منا قوة .. " فكانت الإجابة من الله " أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون " فماذا كانت عاقبتهم يا رب؟ , " فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون " فصلت
وقد انكسر الإتحاد السوفيتي من قبل بأيدي جنود الله في أفغانستان يوم أن تجردوا من حظوظ الدنيا وأخلصوا لله العزم , فنصرهم الله.
ولكي نخرج من حالة اليأس التي انتابتنا من حاضرنا المخزي , فنحن في أمس الحاجة لقراءة المستقبل كما صوره لنا نبينا صل1.
ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة وأبو داود في سننيهما , يحدث به جُبَير بن نُفَير رح1 (تابعي جليل) قال: انطلقت إلى ذي مخبر رض1 (صحابي جليل بالشام) أسأله عن الهدنة , فقلت له حدثني حديث الهدنة الذي سمعته من رسول الله صل1 , فقال ذي مخبر سمعت النبي صل1 يقول: يكون بينكم وبين الروم صلح آمن (في لفظ ابن ماجة: يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة) .... " وهذا حاصل الآن بجلاء بما يسمى المصالح المشتركة والدول الصديقة , وإن شئت فقل تطبيع العلاقات , وإن شئت فقل الأخوة الإنسانية , وإن شئت فقل العولمة. فكلها كلمات تدار الآن حتى يأمنوا شرنا , وحتى نحصل على الأمن منهم.
فشعار الإنسانية رفع الآن لإذابة الأديان وليس لإذابة الجنسيات , فالأمريكي لابد وأن يعتز بأمريكيته , والإنجليزي لابد وأن يعتز بإنجليزيته , والفرنسي لابد وأن يعتز بفرنسيته , أما نحن فلا حول لنا ولا قوة.
ولذلك تجد المتنطعين من الشباب على أبواب السفارة الأمريكية بأعداد غفيرة آملين في الهجرة للتمتع بالحصول على الجنسية الأمريكية , غير عابئين بما يحاك ضدهم من طمس الهوية ونزع الدين , إلا من رحم ربي.
¥