[دعوة إلى مأدبة فوائد نحوية ولغوية للدكتور حسن الحفظي " متجدد"]
ـ[شعاع]ــــــــ[16 Sep 2010, 02:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعدني أن أصطحبكم في هذا الموضوع المتجدد مع أروع الفوائد النحوية واللغوية للدكتور حسن الحفظي ... حياكم الله على هذه المأدبة الدسمة القيمة.
http://img805.imageshack.us/img805/7717/13327229.gif (http://img805.imageshack.us/my.php?image=13327229.gif)
كثيرا ما سُئلت عن قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ? فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى? نَفْسِهِ ? وَمَنْ أَوْفَى? بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)} لم ضُم الضمير الهاء في (عليهُ) مع كونه بعد الياء؟
وللجواب على ذلك أقول وبالله التوفيق:
لمْ يقرأ من القراء السبعة بضم الهاء سوى حفص عن عاصم، والبقية كانت قراءتهم بكسر الهاء.
قال مكي في الكشف: قرأه حفص بضم الهاء أتى به على الأصل، بصلة الهاء بواو، ثم حذف الواو لسكونها وسكون اللام بع ... دها، فبقيت الضمة، وقرأ الباقون بالكسر، لأنهم أبدلوا من ضمة الهاء كسرة للياء التي قبلها، لأن الكسرة بالياء أشبه، وهي أخف بعد الياء. انتهى كلامه.
وقد قرأت تعليلا آخر، وهو أن الضم أنسب لتفخيم لفظ الجلالة، والله أعلم بالصواب.
ـ[شعاع]ــــــــ[16 Sep 2010, 02:59 م]ـ
من أعظم أنواع الأدب: الأمثال. ويقولون لكل مثل قصة .. وهذا مثل وقصة منقول عن كتاب مجمع الأمثال للميداني أرجو أن يطيب لكم ..
إِنّ غَداً لنَاظِرِهِ قَرِيبُ ..
أي لمنتظره، يقال: نَظَرْتُه أي انتظرته وأول من قال ذلك قُرَاد بن أجْدَعَ، وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليَحْمُوم، فأجراه على أثَر عَيْر، فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه، وانفرد عن أصحابه ... ، وأخذته السماء، فطلب مَلْجأ يلجأ إليه، فدُفِع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حَنْظَلة ومعه امرأة له، فقال لهما: هل من مَأوًى، فقال حنظلة: نعم، فخرج إليه فأنزله، ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخْلَقَه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة؟ قالت: عندي شيء من طَحين كنت ادّخرته فاذبح الشاةَ لأتخذ من الطحين مَلَّة، قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه مَلَّة، وقام الطائيّ إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مَرَقة مَضِيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يُحَدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه، ثم قال: يا أخا طيء اطلب ثَوَابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعل إن شاء الله، ثم لحق الخيل فمضى نحو الحِيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نَكْبة وجَهْد وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيتَ الملك لأحسن إليك، فأقبلَ حتى انتهى إلى الحِيرَة فوافق يومَ بؤس النعمان، فإذا هو واقف في خَيْله في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه، وساءه مكانه، فوقف الطائيّ المنزولُ به بين يدي النعمان، فقال له: أنت الطائيّ المنزول به؟ قال: نعم، قال: أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم؟ قال: أبَيْتَ اللعن! وما كان علمي بهذا اليوم؟ قال: والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله، فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول، قال: أبَيْتَ اللعنَ! وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها، قال: فإن كان لا بدّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك، قال النعمان: فأقم لي كَفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الحَوْفَزَان وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان، فقال له:
يا شريكا يا ابن عمرو * هل من الموت مَحَالة
يا أخا كل مُضَافٍ * يا أخا مَنْ لا أخا له
يا أخا النعمان فُكَّ اليوم ضَيْفاً قد أتى له
طالما عالج كرب الموت لا ينعم باله
¥