[لن يحرقوه ولو اجتمعوا على ذلك!]
ـ[سلسبيل]ــــــــ[12 Sep 2010, 10:54 ص]ـ
وتتوالى الآيات بنصر الله لدينه، ونشره تعالى لكتابه الخالد بعز عزيز أو بذل ذليل مصداقا لحديث الصادق المصدوق عليه وآله أتم الصلاة وأزكى التسليم، فقد جاء:
عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل و النهار و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل يعز بعز الله في الإسلام و يذل به في الكفر)
سلسلة الأحاديث الصحيحة لشيخ الألباني
أراد " القس جونز " أن يحرق المصحف ويخرج مكانته من قلوب أتباعه ... وأراد الله أن يحرق قلب هذا الجونز ومن لفّ لفه بانتشار دينه وشيوع أمره بأرجاء المعمورة ودخول الإسلام بقلوب أعدائه ...
أراد لصوت القرآن أن يصمت وأراد الله للحق أن يصدح ويبلغ ما بلغ الليل والنهار فتصل آياته لكل الآذان وتجلو الصدأ عن الأفهام .. حتى يصير القرآن بسمع الدنيا وبصرها .. بعز عزيز أو بذل ذليل ...
أراد أن يجهر بمعصيته ويستكبر بقومه وسطوتهم استغلالا منه ومن كنيسته لضعف المسلمين فأراد الله أن يبين عجزهم ويظهر غلهم وما أصابهم من لأواء وما تكبدوا من شدة وعناء بعدما انقطعت بهم الحيل وتفرقت بهم السبل حيث ما نفعتهم قوتهم شيئا أمام آياتٍ وقفت حصنا منيعا وسدا متينا في وجه مكائدهم وثبتت في وجه باطلهم رغم القلاقل والزلازل والفتن التي تموج بالأمة هنا وهناك ..
أرادوا ان يحرقوه عنادا واستكبارا وأراد الله أن يزيدهم حسرةً ووبالا ويمدهم بطغيناهم فيستنفذوا سبلهم وأقصى حيلهم، وما يستطيعون الوصول إليه فلا يعودون بغير الهوان ويظل القرآن شامخا، رغما عنهم فلا هم بمكرهم وسوء فعالهم نالوا منه .... ولا هم استبقوا لأنفسهم خطة يمنّون بها النفس الخبيثة التي يحملونها بين صدورهم ...
أرادوا أن يطمسوا معالمة ويمحوا آثاره وأراد الله أن يطمس على قلوبهم وأفئدتهم ويكشف عن زيغهم وضلالهم ويفضح أمرهم لمن اغتر بهم وبهره زخرفهم ومعسول كلامهم!
أرادوا ألا يتركوا منه سطرا ولا حرفا إلا أحرقوه بنيران حقد أخرجوها اليوم بعد أن ضاقت بها صدورهم دهرا، وأراد الله ألا يترك بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين ...
أرادوا أن تكون الذلة للقرآن وأهلة، فإذا الهوان شأنهم والصغار لباسهم والخزي مآلهم والذم نصيبهم على كل لسان حتى من بني جلدتهم!! ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2006/1/30/1_594055_1_34.jpg
أرادوا أن يحرقوه .. ولن يحرقوه ولو اجتمعوا على ذلك .. ولو فعلوا ما فعلوا فالقرآن محفوظ بالصدور قبل السطور، حفظان ما اجتمعا لكتاب قبله ولن يجتمعا لكتاب بعده لا تنقضي عجائبة، ولا تنفد غرائبه .. يردده الملايين فلا يملون تكراره ولا يسأمون أخباره، ميسر لمن وفقه الله، حفاظه بالملايين من مختلف الأعمار والأجناس والأعراق لا يختلفون في حرف منه، صراط الله القويم وحبله المتين ما انقطعت سلسلته ولا بان سنده منذ أن بلّغه الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، عن رب العزة جلا وعلا.
::::: بقلم أختكم في الله: سلسبيل::::::