تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[السبيل الى حج مبرور]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[30 Sep 2010, 02:04 ص]ـ

تعد العبادات من أعظم ما يتقرب به الى الله تعالى، ومن أيسر وأوسع وأجل الطاعات التي ينال بها العبد محبة الله سبحانه وتعالى ومرضاته، حيث روي عن النبي الأمين صل1 قوله ": إن الله عز وجل قال: " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه .. ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)

وتتجلى أهمية وقيمة العبادات في ارتباطها بحياة المسلمين زمانا ومكانا وأشخاصا فهي لم تُنتزع من كيانهم يوما ما، كما أنها لم تغب عن حياتهم رغم ما عرفته الأمة الاسلامية من أزمات قاسية وفترات جهل عصيبة، وتخلف فكريحاد،وركود اقتصادي مضن، وتبعية وتمزق كبيرين للأعداء.

وليس هذا غريبا على أمة يحمل تابعوها دينهم في قلوبهم، ويعتقدون فيه الخلاص لمشاكلهم مهما حصل الانحراف ومهما تقهقرت النفوس الى الوراء، ومهما أثرت الغفلة.

وقد سبق للرسول صل1 أن أخبر بحصول مثل هذه الفتن للأمة تظهر على شكل هزات تُقوض أركان الدين، وتطيح بشرائعه من واقع الناس، ولكن تبقى العبادات الركن الأقوى من آخر ما ينتقض منها حيث قال صل1: " لتنتقضن عرى الاسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبت الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)

وليتحقق الأثر الذي تولده العبادات، سواء الايمانية منها أم الاخلاقية أم الاجتماعية لابد أن يؤديها العبد بذاته وصفته، ليحيى في رحابها بنفسه، ويستشعر أثناءها قدرة الخالق وجلاله وعظمته، ويتذوق حلاوة معانيها مع كل حركة أو كلمة أو خطوة أو نفقة

هكذا أراد الخالق للعبادات أن تكون، تباشر بالذات وتسكب فيها العبارات، وتشد إليها الرحال.

والعبادات كما هو معلوم أنواع، منها ماهو مالي محض كالزكاة، ومنها ماهو بدني خاص كالصلاة والصيام، ومنها ما يجمع بينهما كالحج.

فالحج ركن من أركان الاسلام الخمسة، عبادة مقصدها الامتثال لله والوفاء بحقه تعالى، هو شحنة تربوية كبيرة يتزود بها المسلم لتحقيق الخشية واستنفار مشاعر الاخوة وإيقاظ شعلة الحماسة الدينية والغيرة على حرمات الله، والعزم على الطاعة، والندم على المعصية، والحب لله ورسوله.

وهو تدريب على السلام، لأنه رحلة سلام في شهر سلام الى أرض سلام. وتدريب على المساواة والوحدة، فلا طبقية هناك، بل وحدة في المشاعر والشعائر، وفي الهدف والقول والعمل.

وهو فرصة للثقافة وللتعليم، قال أحدهم:" من يعش يرى كثيرا " فرد عليه آخر: " بل من يسافر ير كثيرا ".

إنه السفر الى أول بيت أقيم على الأرض لعبادة الله، قال صل1: " أول مسجد وضع للناس المسجد الحرام، ثم بيت المقدس فسئل كم بينهما؟ قال: أربعون يوما " [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)

عبادة عظيمة حقا، تكفل المصطفى صل1 لمن أداها كما ينبغي الجنة بقوله: " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)

فهل من سبيل الى حجة مبرورة؟.

إن أول ما ينبغي أن يعلمه المسلم هو أن عبادة الحج من العبادات التي تلزم المستطيع والقادر، فهي في حقه واجبة على الفور لا على التراخي لقول الرسول صل1: " من أراد الحج فليعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتكون الحاجة " [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5). وفي رواية:" تعجلوا الحج؛ فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " .. [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6).

وهذا أمر طبعي لأن الحج من عمل الآخرة، وأعمال الآخرة لا تؤدة فيها كما قال صل1:" التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة " .. [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7)

ولمعرفة مواصفات الحجة المبرورة، وجب علينا أن نعرف معنى البر المطلوب، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بمعرفة الوافد لبيت الله قيمة المكان الذي سيفد إليه وقدره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير