تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا تكن عجولا]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 06:37 م]ـ

[لا تكن عجولا]

الإنسانَ بطبعه عجول، أي: فيه عجلةً في أموره، وتسرُّعاً في أحواله كلِّها؛ لقصور في العلم وقلة في الادراك، وقد لفت القرآن الكريم انتباه الانسان لهذه الآفة ليتحلى بالصبر والأناة، فقال سبحانه: " خُلِقَ ?لإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آياتِى فَلاَ تَسْتَعْجِلُون ِ". الأنبياء/37.

والعجلة: هي التقدم بالشيء قبل وقته، وضدها الأناة: وهي التثبت وعدم العجلة.

ولها أسبابها: مثل: الدافع النفسي، والحماس والحرارة الايمانية، وطبيعة العصر السريع.

أولا: العجلة المذمومة:

تحدث كتابنا المجيد عن عجلة الامم السابقة حتى حل بهم العذاب، فأصحاب الأحقاف لما رأوا السحاب والغيم قالوا: " هذا عارض ممطرنا "، وتباطؤوا عقوبة الله، فقال الله لهم: " بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ". الأحقاف/ 24.

-وَلَما عَجلَ مَوسَى إلى رَبِّه رَغمَ أنَّهُ كَانَ يُريدُ أمرًا مَحمُودًا، إلاَّ أنَّ عَجَلتهُ جَرَّتْ عَلَى قَومِهِ عِبادَةَ العِجْلِ الَّتي هِي الإشراكُ باللهِ. قال تعالى: " وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولائي على أثري وعجلت إليك ربي لترضى .. ".

-وَفي قِصَةِ الخَضِرِ لَمَّا تَعَّجَلَ مُوسَى الإِنْكَارَ عَليه، قال صل1: " رَحمةُ اللهِ عَلَينَا وَعَلَى مُوسَى، لَو لَبِثَ مَعَ صَاحِبهِ لأَبصَرَ العَجَبَ العاجب " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1).

- وَلَمَّا أَنذَرَ نُوحٌ عليه السلام ابنهُ مِنَ الغَرَقِ قَال:" سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُنِي مِنَ المَاءِ ". فَتَعَلَّقَ بِالأسبَابِ العَاجِلَةِ وَنَسِيَ مَا يَكونُ فَي الآجِلَةِ مِنَ العَذَابِ.

-وَإنَّ في سِيرَةِ المصْطَفَى صل1 قِصَصًا وَدُرُوسًا في العَجَلَةِ:

-فَفِي غَزوةِ أُحُدٍ لَمَّا تَعَجَّلَ جَمْعٌ مِنَ الصَّحَابَةِ اقتِطَافَ ثَمَرةِ الغزوِ وجَمْع الغَنَائِمِ، عَادَتِ الكَرَّةُ عَلَيهم وَعَادَ الْمنتَصِر خَاسِرًا.

-والثَّلاثَة الذينَ تَخَلّفُوا عَنْ غَزوَةِ تَبُوك تَعَجَّلوا الرَّاحةَ وَطيبَ الثَّمرِ الَّذِي وَجَدُوه في المَدِينَةِ عَلَى الاستِجَابة لِنداء اللهِ وَرَسُولِه ومَا ينتظرهم يوم القيامة.

فالعجلة المذمومة هي التي لا يرجى خيرُها وتعود على الشخص بالندامة شاء أم أبى. قال أبو حاتم: " ... العجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم، والعجل تصحبه الندامة وتعتزله السلامة، وكانت العرب تكني العجلة أم الندامات " .. [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)

وثمرتها الندامة كما قال ذو النون المصري: " أربع خلال لها ثمرة؛ العجلة والعجب واللجاجة والشرة، فثمرة العجلة الندامة، وثمرة العجب البغضة، وثمرة اللجاجة الحيرة، وثمرة الشره الفاقة ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)

وهي من الشيطان كما روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " التأني من الله و العجلة من الشيطان ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)

وروي أن ذا القرنين لقي ملكا من الملائكة، فقال: علمني علما أزداد به إيمانا ويقينا، قال: لا تغضب، فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فرُد الغضب بالكظم، وسكنه بالتؤدة، وإياك والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت حظك ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5)

* ومن مظاهر العجلة المذمومة:

1 - قضايا تتعلق بالأمة: ومنها استعجال نصر الأمة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير