تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قل نار جهنم أشد حراً

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Aug 2010, 11:54 ص]ـ

قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ

أحبتي في الله يشكو الجميع في هذه الايام الحر الشديد، ولأهمية الموضوع وللعجائب التي نسمعها من هنا وهناك من الناس الذين يتأففون من حر الصيف ومن الصيام في الحر وقفة مع هذه الكلمات:

في مثل هذه الأيام ونحن نعيش وسط هذه الأجواء اللاهبة نرانا وقد احتمينا منها بالمكوث تحت أجهزة التكييف والمرواح ولا نطيق صبرا البعد عنها,, ونرى العديد من الأسر في هذا الصيف اللاهب قد فروا من حر الشمس ووهجها إلى المصايف الخلابة، وإلى الأجواء المعتدلة الممطرة لينعموا هناك بتلك الأجواء الممتعة ويستمتعوا بتلك الخضرة الباهرة، والسؤال الذي يطرح نفسه بنفسه مسائلا أولئك الذين شعروا بالمسؤولية تجاه أسرهم وراحوا يقدمون لهم ما يُسعدهم، أليس من الأولى والأجدر بل من الواجب أن يفعلوا الأسباب التي تقيهم من حر جهنم التي نحن الآن نعايش أنفاسها، وأنفاسها فحسب؟

((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة

إذا كنا نعاني وهج الشمس وحرها وهي تبعد عن هذه الأرض ملايين الأميال فكيف إذا كانت على مقدار ميل؟! روى مسلم في صحيحه عن الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا قَالَ وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ)

وإذا كان حال الواحد منا لا يطيق نفسه وما عليه، وقد بلغ به الجهد كل مبلغ، فكيف يكون الحال إذن لمن هو في قعر النار ودركاتها؟!! استمع يا رعاك الله إلى أهون أهل النار عذابا قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ)

وإنه لمن الصعب في مثل هذه الأيام أن يمشي الإنسان في وسط النهار حافي القدمين فهل يستطيع ذلك؟ كلا والله لن يستطيع!! إذا كان هذا من وهج الشمس وحرها فكيف بنار جهنم التي قال النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها (نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ!! قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا) إذا كان الإنسان لربما سقط مغشياً عليه من حر الشمس بسبب اصابته بما يعرف بضربة الشمس فكيف يكون حاله في نار قال فيها المصطفى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ)

اخوتي في الله: إنها دعوة للفرار إلى الله تعالى،نعم الفرار إليه واللجوء إلى جنابه، والركون عند بابه فنعم المولى ونعم النصير.

إنها دعوة لمن أطلق لأنفسه العنان يستمتع بما يشاء، ويفعل ما يريد، بلا ضوابط شرعية ولا حدود مرعية، أن يتأمل في حاله؛ إنك تفر من حر الدنيا ولم تستطع أن تطيقها، فكيف بحرّ جهنم؟ ‍‍! كيف بسلاسلها وزقومها وعذابها الدائم؟ ‍‍‍‍‍! ((فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور))

ألا إنها دعوة لمن تكاسل عن صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر أن يتقي الله،فإذا كان جسمك لا يطيق وهج الشمس فكيف لها أن تطيق نارا عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير