تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مجالس المسلمين بين الغنم والغرم]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[15 Sep 2010, 05:32 م]ـ

[مجالس المسلمين بين الغنم والغرم]

الحديث عن مجلس المسلم أمر قد يعده الكثير من المسلمين أمرا بسيطا هينا، ولكن أمره في شريعتنا عظيم. فمجلس المسلم ليس كغيره من المجالس، بل مجلس له خصوصياته وآدابه، من مجالسة ومخالطة ومعاملة.

مجلس مسؤول عنه من بدايته إلى نهايته، مجلس بين أن يباهي الله به ملائكته وتغشاه رحمته، أو يغشاه الشيطان ....

ولكي يحصل المؤمن على المجلس الذي يرتضيه الإله، وتتحقق فيه الأوصاف المحمودة، لابد من استقراء نصوص الشريعة الغراء المبينة لهذا المطلب.

ولعل أهم نص تطالعنا به كتب السنة، من حيث علاقته بالموضوع، ما ذكره الحسن بن علي رض1 وقد سأل أباه عن مجلس رسول الله صل1كيف كان؟ فقال:" كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا له أبناء، عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن (تعاب) فيه الحرم، ولا تثنى فلتاته (أي: لا تشاع زلاته وهفواته، لا فلتات في مجلسه)، متعادلين، يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير، يؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1) .

فمن خلال هذا النص الرائع يتبين لنا أن مجلس المسلم يستلزم شروطا وآدابا لابد منها، قبله وأثناءه وبعده.

فالمؤمن وهو قاصد مجلسه يستحضر قوله تعالى:"واقصد في مشيك". حيث إن خطوات المسلم ليست حرة طليقة، أو مرسلة يعبث بها كيف وأنى شاء، بل هي خطوات محسوبة معدودة، إما عليه وإما له، وأول الآداب وأول عمل يجدر بالمسلم القيام به حين حضوره أي مجلس ما يلي:

أولا: آداب المجلس:

1 - مصافحة من يلتقي بهم في المجلس: لقول رسول الله صل1: " أيما مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه فتصافحا و حمدا الله تعالى جميعا تفرقا و ليس بينهما خطيئة". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2) وفي رواية:" ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)

2- الجلوس في المكان الذي يخصصه صاحب البيت: لقول رسول اللهصل1: " .... ومن دخل دار قوم فليجلس حيث أمروه، فإن القوم أعلم بعورة دارهم ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4).

3- الجلوس في محاذاة الناس لا في وسطهم: وهذا أدب اجتماعي كريم، لأنه إذا جلس في الوسط استدبر بعض الناس بظهره، فيؤذيهم ذلك، ورسول الله صل1 حذر من هذا بل روي عنه:" أنه لعن من جلس في وسط الحلقة " [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5). وهذا طبعا محمول إن كان في المجلس سعة، وإلا فيجوز لقوله تعالى: " وما جعل عليكم في الدين من حرج "الحج/78.إذ الحرج مرفوع في كل شيء، ولأن التشريع لم يأت إلا بما في استطاعة الإنسان، إذ لا تكليف بما لا يطاق.

4 - أن لا يجلس بين اثنين إلا بإذنهما: لقوله صل1" لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6).

5- أن يجلس القادم حيث ينتهي به المجلس: كما قال جابر بن سمرة: كنا إذا أتينا النبي صل1 جلس أحدنا حيث ينتهي" [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7). وهذا طبعا محمول على العادة، وإلا فإن كان القادم ذا علم ومكانة فلا بأس بوضعه في المكان المناسب له لقول النبي صل1 ذلك وفعله. فقد قال: " أنزلوا الناس منازلهم " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8). وفعل ذلك مع كبراء القبائل والوفود. وفي رواية الطبراني: " إذا انتهى أحدكم الى المجلس فإن وسع له فليجلس وإلا فلينظر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير