تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نبذة عن الإيمان باليوم الآخر.]

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[05 Oct 2010, 11:35 م]ـ

http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png

الإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الدين الكبرى، ومباحثه كثيرة وهامة؛ كأشراط الساعة وعذاب القبر ونعيمه وأدلة البعث وأحواله وأهواله وصفة الجنة ونعيم أهلها وصفة النار وعقوبات أهلها.

فأشراط الساعة هي العلامات التي تدل على قرب وقوعها؛ وهي إما صغرى أو كبرى؛ فالصغرى كثيرة جدا؛ كموت النبي صل1 وفتح بيت المقدس وطاعون عمواس واستفاضة المال وفتنة لا تدع بيتا من العرب إلا دخلته وغدر بني الأصفر. والكبرى عشر؛ الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.

وعذاب القبر ونعيمه يراد به عذاب البرزخ ونعيمه وإنما خص بالقبر باعتبار الأعم الأغلب وإلا فكل من مات ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر. وقد دل على ثبوته القرآن والسنة المتواترة وأدلته التفصيلية مشهورة معلومة للخاص والعام. وهو غيب إذ لوكان شهادة لزالت حكمة التكليف والإيمان بالغيب ولما تدافن الناس؛ ففي الحديث الصحيح (لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع). وقد يطلع الله عليه بعض عباده لحكمة معينة؛ والشواهد على ذلك كثيرة ذكر ابن القيم طرفا منها في كتابه (الروح). وقد عني العلماء بذكر مادلت عليه النصوص الصحيحة من أسباب عذاب القبر وموانعه؛ فمن أسبابه عدم الاستبراء والتطهر التام من البول والغلول والنميمة والغيبة، ومن موانعه الموت مرابطا أوشهيدا أو مبطونا والمحافظة على قراءة سورة الملك كل ليلة لحديث (هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر).

وأما أدلة البعث بعد الموت فهي كثيرة جدا منها:-

1 - الاستدلال على البعث بوقوعه في الدنيا، وهو أعظم أدلة البعث إذ لاشئ أدل على إمكان الفعل من وجوده في العيان. وقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة وحدها خمسا من هذه الوقائع؛ كما في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم)، وقوله: (وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)؛ فقد ذكر أكثر المفسرين أن هؤلاء هم السبعون الذين خرج بهم موسى إلى طور سيناء ليعتذروا من عبادة العجل فلما أتوا المكان الموعود طلبوا رؤية الله جهرة فأهلكهم الله لتعنتهم ثم أحياهم رجلا رجلا؛ إكراما لموسى عليه السلام وآية للعالمين على القدرة التامة على البعث.

2 - قياس البعث على إحياء الأرض الميتة، قال تعالى (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلناعليهاالماءاهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) وهذا القياس في أصل الإحياء وكيفيته، لحديث: (ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، ليس شئ من الانسان إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم.

3 - قياس البعث على النشأة الأولى، قال تعالى: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، وقال: (وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)؛ فمن قدر على النشأة الأولى من غير مثال يحتذى فقدرته على الإعادة من باب أولى.

4 - قياس القدرة على البعث على القدرة على خلق السموات والأرض؛ لأن من قدر على الأجل الأعظم فقدرته على الأيسر الأصغر من باب أولى، قال تعالى: (أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير