[فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما في صحيح البخاري]
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:19 ص]ـ
لقد عقد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه الجامع بابا في فضائل أم المؤمنين السيدة عائشة الصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها وعن أبيها وإني أسوق أحاديث هذا الباب هنا كاملة كما أوردها ...
أسوقها لمن لهم قلوب يعقلون بها .. ولمن لهم آذان يسمعون بها .. ولمن لهم أعين يبصرون بها ولا ألتفت في خطابي لمن هم كالأنعام أو أضل سبيلا
لا أقول يا لثارات الحسين .. ولا أقول زورا ولا أغشى فجورا بل هي كلمة حق وصدق أنقلها وقد شرفني الله عز وجل بنسب طاهر من جهة والدتي رحمها الله التي ينتهي نسبها (وهي حسنية) إلى السيدة فاطمة الزهراء البتول.
وعقيدتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة في أن أزواجه صلى الله عليه وسلم الطاهرات في الدنيا هن أزواجه في الآخرة وأن أفضلهن السيدة خديجة رضي الله عنهن.
وأن الله عز وجل قد برأ السيدة عائشة رضي الله عنها بقرآن يتلى إلى يوم القيامة برأها مما دار في حديث الإفك الذي تولى كبره فيه رأس النفاق عبد الله بن أبي ابن سلول عليه لعائن الله.
وأزف هنا اللعنات لكل من يلعن واحدة من أمهات المؤمنين الأطهار أو واحدا من الصحابة الأخيار رضي الله عنهم جميعا.
وبعد: فإلى صحيح البخاري نستقي منه عذبا سلسبيلا في فضائل أمنا أم المؤمنين عائشة الصدِّيقة رضي الله عنها وأرضاها.
قال الإمام البخاري في صحيحه الذي يعتبر من أصح الكتب المصنفة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(بَاب فَضْل عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا)
هِيَ الصِّدِّيقَة بِنْت الصِّدِّيق وَأُمّهَا أُمّ رُومَان تَقَدَّمَ ذِكْرهَا فِي عَلَامَات النُّبُوَّة، وَكَانَ مَوْلِدهَا فِي الْإِسْلَام قَبْل الْهِجْرَة بِثَمَانِ سِنِينَ أَوْ نَحْوهَا. وَمَاتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهَا نَحْو ثَمَانِيَة عَشَر عَامًا، وَقَدْ حَفِظَتْ عَنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا وَعَاشَتْ بَعْده قَرِيبًا مِنْ خَمْسِينَ سَنَة، فَأَكْثَرَ النَّاس الْأَخْذ عَنْهَا، وَنَقَلُوا عَنْهَا مِنْ الْأَحْكَام وَالْآدَاب شَيْئًا كَثِيرًا حَتَّى قِيلَ إِنَّ رُبْع الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مَنْقُول عَنْهَا رَضِيَ اللَّه عَنْهَا. وَكَانَ مَوْتهَا فِي خِلَافَة مُعَاوِيَة سَنَة ثَمَان وَخَمْسِينَ وَقِيلَ: فِي الَّتِي بَعْدهَا، وَلَمْ تَلِد لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا عَلَى الصَّوَاب، وَسَأَلَتْهُ أَنْ تَكْتَنِي فَقَالَ: اِكْتَنِّي بِابْنِ أُخْتك فَاكْتَنَّتْ أُمّ عَبْد اللَّه وَأَخْرَجَ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث عَائِشَة أَنَّهُ كَنَّاهَا بِذَلِكَ لَمَّا أُحْضِرَ إِلَيْهِ اِبْن الزُّبَيْر لِيُحَنِّكهُ فَقَالَ: " هُوَ عَبْد اللَّه وَأَنْتِ أُمّ عَبْد اللَّه. قَالَتْ: فَلَمْ أَزَلْ أُكَنَّى بِهَا ".
3484 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
3484 - قَوْله: (يَا عَائِشُ)
بِضَمِّ الشِّين وَيَجُوز فَتْحهَا، وَكَذَلِكَ يَجُوز ذَلِكَ فِي كُلّ اِسْم مُرَخَّم.
قَوْله: (تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
هُوَ مِنْ قَوْل عَائِشَة، وَقَدْ اِسْتَنْبَطَ بَعْضهمْ مِنْ هَذَا الْحَدِيث فَضْل خَدِيجَة عَلَى عَائِشَة لِأَنَّ الَّذِي وَرَدَ فِي حَقّ خَدِيجَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " إِنَّ جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام مِنْ رَبّك " وَأَطْلَقَ هُنَا السَّلَام مِنْ جِبْرِيل نَفْسه، وَسَيَأْتِي تَقْرِير ذَلِكَ فِي مَنَاقِب خَدِيجَة.
¥