تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يظهر توحيد الله في حياتك؟!]

ـ[العطاء]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:58 م]ـ

[هل يظهر توحيد الله في حياتك؟!]

حق الله هو أعظم الحقوق على الإطلاق، و"حقالله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" والتوحيد ـ كما تعلم ـ أن تعيشبـ"لا إله إلا الله" فتصبح وليس لكل هم إلا رضا الله، وتمسي وليس لك هم إلا رضاه، وتتوسل إليه كل لحظة أن يهديك الصراط المستقيم، بأن يوفقك في كل وقتك فلا يتحركساكن منك إلا بما يرضيه عنك، و لا تنطق بحرف إلا بما يحب أن يسمعه منكن ولا يراكإلا حيث يحب أن يراك، ولا يشتغل خاطرك وقلبك إلا بما يحبه منكتعالى ..

ومن عاش على "لا إله إلا الله" خُتِم له بها، و "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخلالجنة".

فإن وفقك لمرضاته شعرت بأنك قد حزت الدنيابحذافيرها، وإن لم يرضَ عنك ضاقت بك الأرض بمارحبت ..

لا بد وأنك ـ أيها القارئ الكريم ـ متفق معيإلى الآن في كل ما ذكرت، لكن فلنعرض حياتنا ومواقفنا التي يربينا الله بها ويجعلمنها فرصة للقرب إليه، هل يوافق تصرفنا ما قام في قلوبنا من اعتقاد ما سبق!!

ولنرى معا هل التوحيد واقع نعيشه في كل نبضة قلب، وفي كل نفَس، أم هو ـوللأسف ـ مجرَّد معلومات حفظناها وفهمناها ثم بقيت محبوسة خلف قضبان عقولنا، ولميتح لها الحرية لتنصبغ الحياة بآثارها ومستلزماتها؟

فهذه بعض المواقف اليوميةالتي يختلف فيها تصرف الموحد ـ الساعي لتحقيق توحيده وتكميله ـ عن غيره ممن هو أقلمنه توحيدا، فلنعرض أنفسنا على ما سيأتي لنعرف من أي الفريقيننكون!

· إذا اشتد عليك الصداع ونحوه، وزاد تألمك وتوجعك، فما أول ما يلتفت إليه قلبك؟؟

أتراه يلتفت للبنادولوالإسبرين، فتتجه نحو مكانهما وقلبك سابقك إليهما؟!

أم تكون ممن جعل اللهمفزعه وملجأه، فتدعوه وتنكسر بين يديه، متضرعا خاشعا، سائلا منه الشفاء، والأجر علىالبلاء، وترقي نفسك بكلماته التامات، ثم بعد كل ذلك تسأله تيسير الأسباب المباحة مندواء ومداوٍ لك، ثم تسأله أن ينفعك بها، فأنت تعلم أنها أسباب لا تضر ولا تنفع، ولايقع تأثيرها إلا إذا شاء الله ذلك وقدره، فبيده مقاليد السموات والأرض!!

· وحين يستغلق عليك فهم مسألة ما، و تستحكم عليك عقدها، وتعجز عن فهمها وتحليلها ما أول ما يلتفت إليهقلبك؟

أتراك تسرع إلى الهاتف لتتصل بشيخك الذي طالماحل لك عقد المسائل، وأروى غليلك من نبع علمه، وجلى لك الأمور بثاقب فهمه؟!

أم تراك تهرول إلى حاسوبك لتبحث عبر محركات البحث في الشبكة العالمية التيطالما أسعفتك بمرادك؟

أم تتجه نحو كتبك ومكتبتك فتنكب على خزائنعقول العلماء و علمهم تنقب فيها عن بغيتك؟

أم تراك تفزع إلى اللهمستغفرا تائبا، منيبا عائدا إليه، عالما أن ما أصابك فبما كسبت يداك من معاصيه، وماأغلق دونك باب الفهم إلا لاسوداد شيء من قلبك لانشغالك عنه بغيره، وتتوسل إليهباسمه "الفتاح" أن يفتح عليك، وأن يعلمك ويشرح صدرك.

ثم تسأله بعد ذلك أن يسخرلك من الأسباب ما به يفهمك ويعلمك ويفتح عليه، ويسوق إليك به علما جهلته، وفهمااستغلق عليك، فيسخر لك شيخا يرد على اتصالك، ويفهم سر إشكالك، ويوفق لطريقة الجواب، ليصل بك إلى الصواب، ويزيل عنك اللبس، ويذهِب الله به عن عقلكالبأس ..

أو كتاب نافع يرزقك الله في مرادك، أو محركبحث يقع بك على طلبتك وغايتك.

· وحين تحتاج الذهاب إلى مكان ما لأمر هام، ولا تجد سبيلاللوصول مع شدة حاجتك للذهاب، هل تهرول طارقا كل باب وسائلا كل صاحب سيارة من جاروصاحب وقريب ليسرع بك نحو هدفك فالوقت قد أزف والمصلحةستفوتك؟!

أم تلجأ إلى الله مستغيثا متوسلا إليه باسمه "الرزاق" أن يرزقك وييسر لك الذهاب، وييسر لك أسبابه، وينفعك بها بعد تسخيرها، ثميوفقك فتحصل على المقصود، فتتجه بعد ذلك بهدوء لتطرق باب الأسباب وقلبك منقطع عنهامتعلق بربها وموجدها ومسببها، فتتصل على فلان وقلبك مطمئن أن القلوب بين أصبعين منأصابعه يقلبها كيف يشاء، فإن شاء الله لك رزقا من طريقه فإن الأمة كلها لو اجتمعتعلى منع وصول رزقك إليك فلن يستطيعوا، وأن الله إن منعك من جهة هذا السبب فلنتستطيع كل قوى الخلق الإتيان بما منعك الله ..

فتطرق الأسباب بعزةالمتوكل على الله، كما أمرك الله، من غير ذلة ولاكِبْر ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير