تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وتزودوا -4 - زاد الدعاء]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:47 ص]ـ

وتزودوا-4 -

زاد الدعاء

لا يمكن الحديث عن خير الزاد دون التطرق إلى الدعاء.فخصال البر والايمان المحققة لخير الزاد كثيرة، لكن الدعاء يعتبر من أهمها، فهو يرافقها جميعا، فلا صلاة دون دعاء، ولا قراءة قرآن دون دعاء، ولا تقوى دون دعاء.

والأمة محتاجة اليوم قبل الغد، وأكثر من أمس إلى الدعاء، لأنها تبحث عن التمكين، ولأنها أمة تؤمن برب قوي معين، يحب أن يسأل ويغضب إذا لم يسأل. كما قال صل1:" إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه.". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)

وصاغه شاعر بقوله: الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)

لكن كيف يمكن التزود بالدعاء؟.

كل الناس يرفعون الأكف إلى السماء أهذا ما نعنيه؟.

فإذا كان كذلك، لماذا يا ترى لا يستجيب الرب لكثرة الداعين، آلاف المصلين والمعتمرين من أهل الاسلام، كل يوم بالمسجد الحرام، وبل وكل المعمور يرفعون الأكف للسؤال والطلب والدعاء، فلا يستجاب لهم؟.

هل للدعاء المقبول من شروط؟ ترى ما هي؟. وماذا نعني بالدعاء؟ وما هي فضائله؟ وما هي آدابه؟ وما هي موانعه؟.

إنها اسئلة كثيرة، والجواب عنها هو وحده الكفيل، ببيان مكانة الدعاء وأنواعه وفضائله وآدابه وموانع استجابته. لأنه بدون معرفة كل هذا لا يمكن التوزد كما يلزم، وهو من خير الزاد، وكل عمل خير يحتاج إلى بذل جهد.

هذا ما ستجيب عنه هذه الأسطر.

الدعاء إذا أطلق، أطلق على أمرين:

1 - دعاء العبادة: وهو شامل لجميع القربات الظاهرة والباطنة، لأن المتعبد لله طالب وداع ربه قبول تلك العبادة والاثابة عليها.

2 - دعاء المسألة: وهو طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره أو دفعه.

-فضائل الدعاء:

وفضائله لا تحصى لعاد، إذ يكفي أن نعلم أنه من أفضل العبادات، لقول الرسول صل1: " أفضل العبادة هو الدعاء ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3) بل هو العبادة ذاتها لقول الرسول الكريم: " الدعاء هو العبادة ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)

أعطى عليه المولى الكريم، عطاء جما مضمونا، حيث قال صل1: " ما من مسلم يدعو ليس لإثم ولا بقطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث، إما ن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، قال: إذن نكثر، قال: الله أكثر". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5)

بل جعل من فضائله أنه يرد القضاء، لقول الرسول الأمين صل1: " لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6)

ولهذه العبادة آداب لا ينفك عنها ولا تنفك عنه، منها ما هو واجب لإتمامه، ومنها ما هو مستحب مندوب إليه.ومن ذلك:

1 - الجزم بالدعاء واليقين بالاجابة: وهذا ينشأ من معرفة الله تعالى، ومعرفة غناه وقدرته وكرمه وصدق وعده، قال صل1: " لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له " [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7) وقال صل1 أيضا: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب لاه ". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)

2- التضرع والخشوع والرغبة في فضل الله والرهبة من عقوبته: لقوله تعالى:"واذكر ربك تضرعا وخفية". (الأعراف/205).وقوله تعالى:" إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين". (الأنبياء /90.).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير