[إياكم أن تعقوا أبناءكم]
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 10:22 م]ـ
[إياكم أن تعقوا أبناءكم]
تمتلئ الكتب والمواقع الدينية وغيرها، إضافة إلى ما يدعو إليه ديننا الحنيف وسيرة سلفنا الصالح بالتحذير من عقوبة عقوق الوالدين وعدم معاملتهم بالحسنى. وقد تحدثنا الجمعة عن صورة من صور العقوق في الشاب الذي كان يتورع عن مقابلة أمه لأنها عمياء، مع أنه كان هو الأعمى.
لكن ماذا عن عقوق الوالدين لأبنائهم؟.
الأبناء هم شباب المستقبل وبناة المجتمع، هم قرة الأعين كما قال تعالى:" ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً"
الأبناء أمانة ومسؤولية في أعناق الآباء والمربين.
قال يزيد بن معاوية: أرسل أبي إلى الأحنف بن قيس فلما وصل إليه، قال له: يا أبا بحر ما تقول في الولد؟. قال: يا أمير المؤمنين ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصول على كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقلا ثقيلا فيملوا حياتك، ويودوا وفاتك، ويكرهوا قربك ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)
لكن واقعنا يشهد انفلاتا تربويا من الآباء واستغلالا للوصايا القرآنية والنبوية في غير ما أوحي بها.
كثير هم الأبناء والبنات الشاكين من سوء تربية الوالدين وظلمهم، فهل وقوفهم ضد الظلم يعتبر عقوق؟. وهل مخالفتهم لوالديهم في الحق عقوق أم لا؟. وكيف يتصرف الأبناء حينما يجدون أنفسهم تحت رحمة آباء وأمهات لا يخشون الله فيما يفعلون؟ ..
بداية أقول بأن طاعة الوالدين بالمعروف وفي المعروف لا نقاش فيها ولا جدال. والبحث عن إرضائهما وطاعتهما ورحمتهما من أعظم الأعمال.
لكن أحيانا وخصوصا حينما يكبر الأبناء تحصل أمور بين الوالدين والأبناء ينجم بسببها خلاف في الرأي أو في اختيار أحسن القرارات، فلا يفهم هل في مخالفة الآباء عقوق أو لا؟. كما قد يفهم الآباء أيضا أنه من الواجب على الأبناء طاعتهما دون نقاش أو جدال.
فالتأسيس للبيت المسلم الذي يضم أبناء سماهم القرآن بقرة العين تبدأ ب:
-اختيار الزوجة الصالحة ثم اختيار اسم الولد ثم تعليمه القرآن وحسن تربيته:
جاء رجل إلى عمر بن الخطابرض1 يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وابنه وأنّبه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن أسمه، ويعلمه الكتاب (أي القرآن)، قال الولد: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، أما أمي فإنها ونجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعلاً (أي خنفساء)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إلي تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك؟! " [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2) .
- العدل في تربيتهم والمساواة بينهم:
روى النعمان بن بشير رض1 أن أباه أتى به إلى رسول الله فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً أي وهبته عبداً كان عندي. فقال رسول الله صل1: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ فقال: لا، فقال رسول الله صل1: فأرجعه. وفي رواية: فقال رسول الله: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم، قال: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور). وفي رواية: لا تشهدني على جور. وفي رواية: اشهد هذا غيري) ثم قال: أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذاً. ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)
- ثعدم سبهم وشتمهم والتنقيص من قدرهم:
فكم من والد أو والدة، لا يعرفان في خطابهما للأبناء والبنات إلا السب بأقبح النعوت وأشنع الصفات. أي العنف غير المبرر ...
-مراقبتهم ومتابعتهم ولو عن بعد:
لمعرفة كيف يمكن معالجة تصرفاتهم.
-عدم ترك الحبل على الغارب:
كما يقال، أي لا تعيرهم أدنى اهتمام، وتقدم لهم كل ما يطلبونه من الأموال دون بحث أو سؤال ...
-عدم القيام بما تنهاهم عنه من قبيح الفعال:
كشرب الدخان أو المسكرات أو غيرها.
¥