تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اين نحن من خلق الستر]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 04:21 ص]ـ

أين نحن من خلق الستر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد المبعوث رحمة للعالمين، وبعد:

من المعلوم أن الستر خلق رفيع، ما أحوج أمتنا تمثله في حياتها، الكل يحتاج إليه، رجالا ونساء، صغارا وكبارا.

1 - حقيقة الستر:

الستر صفة من صفات العلي القدير، وهو سبحانه- سِتِّير يحب الستر، ففي الحديث:" إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1) ويحققها لعباده في يوم هم أحوج ما يكونون إليها، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدنو أحدكم من ربه، فيقول: أعملتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم. ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترتُ عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم ". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)

- وجاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم آخرَ أهلِ الجنّة دخولاً الجنّة وآخر أهل النار خروجاً منها: رجل يؤتى به يوم القيامة. فيقول: اعرضُوا عليه صِغارَ ذنوبِه. فيقال: عملتَ يومَ كذا وكذا كذا وكذا، وعملتَ يومَ كذا وكذا كذا وكذا. فيقول: نعم، لا يستطيعُ أن يُنكِرَ وهو مُشْفِقٌ من كبارِ ذُنوبِه أن تُعرَض عليه. فيقال له: فإنَّ لك مكانَ كلِّ سيئةٍ حسنةً. فيقول: رب قد عملتُ أشياءَ لا أراها هاهنا. فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضحك؛ حتى بَدَتْ نَواجِذُه ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)

- روي أنه لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام، فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث، فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفا أو يزيدون، فقال موسى عليه السلام: إلهي اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع، فما زادت السماء إلا تقشعا والشمس إلا حرارة، فقال موسى: إلهي إن كان قد خُلق جاهي عندك فبجاه النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم الذي تبعثه في آخر الزمان فأوحى الله إليه ما خلق جاهك عندي وإنك عندي وجيه، ولكن فيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي، فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم فبه منعتكم. فقال موسى: إلهي وسيدي أنا عبد ضعيف وصوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفا أو يزيدون؟. فأوحى الله إليه منك النداء ومني البلاغ، فقام مناديا وقال: يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر؟. فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحدا خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه: إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل وإن قعدت معهم منعوا لأجلي، فأدخل رأسه في ثيابه نادما على فعاله، وقال: إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني، وقد أتيتك طائعا فاقبلني فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب، فقال موسى: إلهي وسيدي بماذا سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد؟. فقال: يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم، فقال موسى: إلهي أرني هذا العبد الطائع؟. فقال: يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني، أأفضحه وهو يطيعني، يا موسى إني أبغض النمامين أفأكون نماما ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)

وهو صفة في الإنسان يحبها الله عز وجل، لهذا تحلى بها الأنبياء والمرسلون ومن تابعهم بإحسان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يُرى من جلده شئ استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستر هذا التستر إلا من عيب بجلده .... ". صحيح البخاري. وعن أبي السمح رضي الله عنه قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أراد أن يغتسل قال:"ولني قفاك". وأنشر الثوب فأستره به.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير