تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رسالة من تلميذ إلى مُعلمه

ـ[شعاع]ــــــــ[15 Sep 2010, 07:44 م]ـ

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأكرم:

والدي المعلم، سلام عليك ورحمة الله وبركاته أما بعد

فيطيب لي في هذه الأسطر أن أجرد قلمي من غمده لأُسَطِّرَ لك أحرفاً هي من صيد الخاطر، كففتها فاستعصت فنظمتها في عقد من اللؤلؤ مضيء ولو لم تمسسه نار ...

فليتك ترعيني سمعك وتأخذ الحق ولو ممن هو دونك، فإن الحكمة ضالةُ المؤمن أنّى وجدها فهو أولى الناس بها.

معلمي الفاضل:

يسعدني ويشرفني أن أتربى في ذَرَاك، أَرْمُقُ حركاتِك وسكناتِك وأقتفي أثرك.

الحَسَنُ ما حَسّنت، والقبيح ما قبّحت.

أنت العالم .. أنت التقي النقي .. أنت الأسوة .. أنت أنت ..

ولئن كان الجمُّ الغفيرُ من الناسِ قد عُنوا بتربيةِ الأبدان فقد عنيتَ بتربية العقول. وتربيةُ العقلِ أشرفُ من تربية البدن.

أعلمت أشرف أو أجلَّ من الذي .... يَبني ويُنشئ أنفساً وعقولا

أستاذي:

إنني كلما قرأت مبحثاً في كتابي فيه الأمر والنهي من الله، فيه الأمر بحسن المنظر والمخبر.

صعّدتُ النظر فيك ثم صَوَّبته، لأقرن القولَ بالعمل، وعند تحققه يقع ذلك في خَلَدِي أحسن موقع.

وليس شيء أشقَّ على نفسي من أن أُمر فلا أرى، ومن أن أنهى ثم أرى، وعندئذٍ أخشى أن يصدق علينا قول الأول:

تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له ... وأن نعوذ بمولانا من النارِ

معلمي العزيز:

لقد سئمت قل .. ولا تذرْ ..

ولو فعلت لكان أسدَّ وأقْوَم، ولأغنى قليلُ الفعالِ عن كثيرٍ من المقال.

معلمي الكريم:

والله إني لأمانةٌ في عنقك ... وكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته.

وغير خاف عليك أن الغاية ليست درساً ينقضي بسماعِ رنين الجرس، بل الأمرُ أعظمُ من ذلك.

إنني مفتقرٌ إلى النصح والرفق والعطف والإنصاف والتأديب والابتسامة.

أما سماعك لدفِّ نعلي آناً، ولصرير الكرسي أناً آخر، فإنما حملني عليه طول البقاء على هذا المقعد وحداثة السن فلا تجزع، فإنه ليس وراء الأكمة ما وراءها من إرادة الشر أو النزوع إلى مجانبة الأدب.

"وما أعطي أحدٌ عطاءاً خيراً وأوسع من الصبر" قاله رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم-.

وقبل جفاف مداد القلم أعدك ألا أنسى في قابل أيامي آناءاً قضيتها بين يديك أتلقى فيها حكماً ودرراً تنير لنا درب الحياة وننأى بسببها عن التخبط في الضلالات.

جمعني الله وإياك في زمرة العلماء العاملين، والحمد لله رب العالمين.

منقول للفائدة وروعة الكلمات

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير