تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما أحلى الصمت في محله]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:27 م]ـ

[ما أحلى الصمت في محله]

مقالي هذا حول موضوع قد لا ينتبه إليه الانسان، أو قد لا يعيره كبير اهتمام، إنه الصمت أيها الكرام؛ الصمت الباني الذي عز وجوده هذه الأيام، لانشغال الانسان بأخيه الانسان، حيث روى الامام أحمد عن أنس رض1 عن النبي صل1 قال:" لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1) وقال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)

قال الامام الشافعي رح1: إذا أراد أن يتكلم فليفكر، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم، وان ظهر أن فيه ضررا أو شك فيه أمسك ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3) وفسر الامام ابن دقيق رح1الحديث [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4):" يعني من كان يؤمن الايمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل الى رضوان الله فليقل خيرا او ليصمت، لأن من آمن بالله حق ايمانه خاف وعيده ورجا ثوابه واجتهد في فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وأهم ما عليه من ذلك ضبط جوارحه التي هي رعاياه، وهو مسؤول عنها كما قال تعالى:" إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا" الاسراء/36، وقال تعالى:" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ".سورة ق/15. فالرسول صل1حثنا في الحديث على أعظم خصال الخير وأنفع أعمال البر، فهو يبين لنا أن من كمال الايمان، وتمام الاسلام أن يتكلم المسلم في الشؤون التي تعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته، ومن ثم تعود على المجتمع بالسعادة والهناء. وروي عنه صل1:" العافية في عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت الا عن ذكر الله عز وجل". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5) وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني بسند جيد عن أنس رض1قال:" لقي رسول الله صل1 أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله قال: عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلها " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6). وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو ذررض1:" كف شرك عن الناس فإنه صدقة منك عن نفسك". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7) وعن عمر بن الخطاب رض1 قال:" من كثر كلامه كثر سخطه، ومن كثر سخطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به ". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)

إن الله عز وجل منح الانسان نعما عظيمة ومن أعظمها بعد الاسلام، نعمة النطق باللسان، وهذا اللسان سلاح ذو حدين؛ فإما ان يستخدمه في طاعة الله وقول الحق، ويكون بذلك شاكرا لله على هذه النعمة، وإما أن يستخدمه في معصية الله عز وجل وطاعة الشيطان، ويكون بذلك كافرا لهذه النعمة وجاحدا لها. فمن علم ذلك وآمن به حق ايمانه اتقى الله في لسانه فلا يتكلم الا بخير او يسكت.

وعن عيسى عليه والسلام:" لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية.". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9) لذلك كان السلف الصالح رض3 يفكرون ويتمهلون قبل أن يتكلموا، وذلك لأن الانسان يندم على الكلام، لكنه لا يندم على السكوت أبدا. وقيل لبعضهم:" لم لزمت السكوت؟ قال: لأني لم أندم على السكوت قط وقد ندمت على الكلام مرارا. وروي أن لقمان الحكيم دخل على داود عليه السلام وهو يسرد الدروع ولقد لين الله له الحديد كالطين فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت فقال: الصمت حكمة وقليل فاعله فقال له داود: بحق ما سميت حكيما ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10) وقال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير