[الشيخ محمد صمدي عضو الرابطة المحمدية لعلماء المغرب في ذمة الله]
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:12 ص]ـ
انتقل شيخنا الفاضل محمد صمدي - رحمه الله - إلى جوار ربه -عز وجل- بعد ظهر يوم السبت تاسع شوال 1431 هـ، ووري الثرى يومه الأحد عاشر شوال 1431هـ، بعد صلاة الظهر، وحضر جنازته حشد غفير من العلماء تقدمهم الدكتور محمد العبادي الأمين العام لرابطة علماء المغرب، والشيخ محمد زحل، والشيخ الدكتور قاضي برهون، وغيرهم كثير، وعائلة الفقيد وأصهاره، وعامة الناس ومحبي الشيخ، وقد كان الشيخ عالما، ربانيا، فاضلا، سنيا، ورعا، حافظا لكتاب الله - تعالى - مبرزا في الفقه المالكي مع الدليل، مشاركا في تفسير كتاب الله - عز وجل - وفي أحكامه، لغويا مفوها، وقد كان يلقب بسيبويه المغرب، لزم التدريس حتى أواخر سنة وفاته، وهذه مناسبة مواتية لسرد ترجمة هذا الشيخ الجليل الذي كان لي شرف التتلمذ على يديه في عدة علوم سيذكرها في ترجمته.
ترجمة الشيخ محمد صمدي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، نقلها أحد طلبته من نسخة خطية كتبها الشيخ بيده، وأملى على الطالب نفسه بعض الإضافات على الترجمة، وهي كالآتي:
قال الشيخ محمد صمدي - رحمه الله-:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله والتابعين له إلى يوم الدين.
أما بعد،
فهذه نبذة عن حياتي أيام الطلب:
لقد تربيت في قرية "الخِربة" من قبيلة "بني يّسف" إقليم العرائش حاليا، وقد حفظت بها القرءان الكريم على يد والدي الذي كان يتعاطى مهنة "التدرير" – تحفيظ القرآن للصغار - في تلك اللحظة من أيام طفولتي، وقد اهتبلها فرصة حين رأى ما بي من مخايل النبوغ وحدة الحافظة –رحمه الله- فحفظني أيضا على يديه المتون الآتية:
* "مختصر خليل" - في الفقه المالكي - حيث كنت أحفظه كله عن ظهر قلب، ومتون؛ الأجرومية، وألفية ابن مالك ولامية الأفعال له في النحو والصرف، والجمل في الإعراب للمجرادي، ومنظومة الاستعارة في البيان للشيخ الطيب بنكيران، كما حفظني السلم في المنطق للأخضري، وفي الفقه أيضا تحفة ابن عاصم الأندلسي في التوثيق والمعاملات، ولامية الزقاق في المجال نفسه: أي في التوثيق والمعاملات، ومنظومة ابن عاشر في العقيدة والعبادة – على مذهب الإمام مالك-.
هذا، وما يجدر ذكره أن الوالد – رحمة الله عليه – لم يكن من أهل العلم ولم يطلبه في حياته كلها، وإنما كان يحفظ كتاب الله برواية ورش عن نافع وأبي عمرو البصري، لكنه كان يتحسر على نفسه، وكان نادما أن فرط في طلب العلم أيام التحصيل، لذلك وجهني هذا التوجه، فسهر على تحفيظي لهذه المتون بعد أن حفظت كتاب الله عليه مباشرة.
ثم أرسلني بعد ذلك لطلب العلم من أحد أصهاره منهم: الشيخ الجليل والعالم الفاضل السيد عبد الرحمن البَرّاق حيث درست عليه متن الأجرمية ومتن الألفية في النحو، ومنظومة ابن عاشر، وبعد أن ختمت عليه – رحمه الله – ختمة في ألفية ابن مالك وسلكة أخرى وصلتها معه إلى الإضافة، انتقلت للدراسة على العلامة الفقيه "المرابط" حيث ختمت عليه أيضا ألفية ابن مالك بالمكودي ومنظومة الاستعارة في البيان للشيخ الطيب بنكيران وختمة في منظومة السلم للأخضري في المنطق بشرح القوَيسِنِي.
ثم تنقلت لطلب العلم على أحد أبناء عمنا العالم الفاضل السيد عمر الصمدي حيث ختمت عليه الألفية مرتين بشرح المكودي ومتن ابن عاشر في العقيدة والعبادة وختمت عليه منظومة الاستعارة الآنفة الذكر، والجزء الأول من مختصر خليل بشرح الدردير في فقه العبادات وفقه الذكاة به أيضا، وأبوابا من تحفة ابن عاصم و لامية الزقاق، وختمت عليه منظومة الاستعارة للشيخ الطيب بنكيران، والمنطق بشرح القويسني.
ثم رحلت إلى تطوان فأخذت بها عن الفقيه التجكاني صحيح البخاري بشرح القسطلاني ومقدمة ابن السبكي في الأصول على العلامة الفقيه الفحصي والعلامة المرابط مفتي الرابطة سابقا، كما درست على هذا الأخير أبوابا من فقه البيوع بشرح الدر دير على خليل ودرست بتطوان أيضا على العلامة المعقولي السيد العربي اللّوه فن المعاني من التلخيص بشرح السعد.
ودرست على العلامة الأصولي الشيخ الحراق مقدمة ابن السبكي من جمع الجوامع في الأصول وفن البديع من التلخيص بشرح السعد.
¥