تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نحو إرث دائم]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 05:48 م]ـ

[نحو إرث دائم]

كثير من الناس، إن لم أقل كلهم يتمنون في حياتهم إرثا يغنيهم عن بذل الجهد، ويغير من حياتهم، وهو نعمة من الله يهبها لمن يشاء من عابده، لكن الخالق الوهاب وضع إرثا وجعله لمن بذل الجهد، وسعى له سعيه، إنه إرث الجنة كما قال سبحانه في سورة المومنون:" أولئك الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون". وقال في سورة الفرقان:" أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما ".

فما الذي خلده لنا ربنا في جنانه كإرث دائم، وما السبيل للوصول إليه؟.

أخرج مسلم في صحيحه عن النبي صل1 قال:" يُنَادِى مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلاَ تَسْقَمُوا أَبَداً وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلاَ تَمُوتُوا أَبَداً وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلاَ تَهْرَمُوا أَبَداً وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلاَ تَبْتَئِسُوا أَبَداً ".فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ "وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)

إذا سئل فرد منا ماذا يريد من الحياة؟

فسيكون جوابه دوام الصحة والعافية، وطول العمر، والشباب الدائم، والنعيم المقيم.

إنها أمور أربعة تمثل طموح الانسان فوق هذه البسيطة.

فالمؤمن وهو يعيش حياته الدنيوية، يسعى لتحقيق مقاصد أساسية، تتمثل في تحقيق الخلافة، وعمارة الارض، وعبادة الله، لكنه يخشى أثناء ذلك أربعة أمور، بها يحيى وإليها يسعى وفيها يفكر، ما أحوج المؤمن أن يقف قليلا يتأمل فيها ويفكر لها عساه يرتاح وهي:

الصحة بدل السقم، والحياة بدل الموت، والشباب بدل الهرم، والنعيم بدل الابتئاس واليأس، فأين يوجد كل هذا؟.

لقد خلق الله الانسان وابتلاه واختبره، لاصطفاء الأحسن لنعيمه المقيم -وهو أعلم بمن يصبر ومن يحتسب - وهذا أمر مقرر في كثير من النصوص الشرعية منها:

-قوله تعالى:" تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " (الملك/1 - 2) ..

-وقوله تعالى:" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ". (البقرة/155)

وخلق سبحانه الجنة جزاء للفائزين في الاختبار، وبين لهم بوصف دقيق ما أعد فيها فقال في آياته: " وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين". (الزخرف/71.).

وأكد هذا النعيم رسوله المصطفى صل1 فقال: " قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِى الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنَ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنَ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ " فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن " [2.

ليطمح للعيش فيها، ويحيى الفرق بين ما كان يحياه في الدنيا وبين ما سيحياه في الدار الآخرة؛ فذاك عالم الجزاء والحياة الأبدية لا صخب فيها ولا وصب، لا مرض فيها ولا شكوى.

لكن حياتنا الدنيا مليئة بالمتناقضا، ففيها الصحة والسقم، وفيها القوة والضعف، وفيها الغنى والفقر، وفيها السعادة والشقاء ...

وهذا بعض من البيان لهذ الارث الدائم الذي ما فهمه الانسان ولا عمل من أجله كما يجب أن يعمل.

1 - الصحة بدل السقم:

من منا يريد أن يمرض؟ بالتأكيد لا أحد، فالكل يخشى المرض، ولكن المرض فيه ما فيه من الخير للمريض، كما قال الرسول صل1: " من يرد الله به خيرا يصب منه ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3) وقال صل1: " إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء وهو أعلم به، كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار، فمنهم من يخرج كالذهب الابريز فذلك الذي نجاه الله تعالى من السيئات، ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك فذلك الذي يشك بعض الشك، ومنهم من يخرج كالذهب الأسود فذلك الذي قد افتتن " [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4) وقال صل1: " ما من شيء يصيب المؤمن من نصب ولا حزن ولا وصب حتى الهم يهمه إلا يكفر الله به عنه سيئاته ". [5]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير