[الهرولة بين الميلين في بطن الوادي]
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[27 Aug 2010, 07:47 م]ـ
كم تمنيت في طفولتي أن أحاكي والدي –حفظه الله- في تطبيق سنة الهرولة بين العلمين في المسعى وكلما هممت بتقليده ذكرتني والدتي –حفظها الله – أن هذه سنة خاصة بالرجال ..
عقلي الصغير لم يدرك خصوصية تلك الشعيرة بالرجل مع أن الفاعل لها ابتداء امرأة "هاجر" أم إسماعيل عليه السلام، فلم لا تكون سنة خاصة بنا معاشر النساء؟!!
ومن كرم الله أني نشأت في بيئة شعارها {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} الأحزاب (36)
فأذعنت لأمر ربي وتناسيت سؤالي ..
فلما يسر الله لي العمرة قبل أيام، رأيت امرأة تركض بالمسعى كالمجنونة تبحث عن طفلها الذي فقدته، حتى لم الله شملها وأقر عينها به، ذاك المنظر جعلني استحضر مشهد هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام وهي تركض خشية الهلاك تبحث عن ما يقيم صلبها وصلب طفلها، حتى فرج الله عنها، وخلّد فعلها، سنة تُذّكر بتفريج الهم، وتنفيس الكرب لمن توكل على الله كمال التوكل، وأحسن الظن بمن يملك مقاليد الأمور، إذا أراد أمرا قال له كن فيكون ..
أوقفت شريط مخيلتي، وأغمضت عيني قلبي لأفتح عيني بصري، وإذ بفوج من المعتمرين قادم يهرول بين العلمين
انتابني شعور من الفخر والاعتزاز فمنظرهم مهيب فيه الشجاعة والقوة والبسالة
ومن خلفهم النساء يسرن بحشمة وحياء ..
حينها قفز سؤالي الطفولي: لم الهرولة خاصة بالرجال مع أنها إحياء لسنة امرأة تُذّكِر بكرم الله ولطفه وقريب فرجه ..
هي رسالة إلهية لنا معاشر النساء استوحيت منها:
أي عمل يُخل بحيائنا وحشمتنا وعفتنا فلنحذر إتيانه، وفعله وإن كان في مجال الخير ..
وفيها غلق لباب كل طامع يحاول زلزلة الفضيلة، واقتحام سور العفة بدعوات آثمة، وشعارات مضللة باسم حرية المرأة، ومساواتها بالرجل ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Aug 2010, 08:43 م]ـ
حينها قفز سؤالي الطفولي: لم الهرولة خاصة بالرجال مع أنها إحياء لسنة امرأة تُذّكِر بكرم الله ولطفه وقريب فرجه ..
هي رسالة إلهية لنا معاشر النساء استوحيت منها:
أي عمل يُخل بحيائنا وحشمتنا وعفتنا فلنحذر إتيانه، وفعله وإن كان في مجال الخير ..
وفيها غلق لباب كل طامع يحاول زلزلة الفضيلة، واقتحام سور العفة بدعوات آثمة، وشعارات مضللة باسم حرية المرأة، ومساواتها بالرجل ..
لا أظن يا بنيتي أن سبب اقتصار سنة الهرولة للرجال لذلك السبب. فالمرأة قد تهرول وتركض لأسباب وجيهة ولا عيب فيها ولا حرام. أما إذا أردت أن تعرفي السبب في ذلك فهو كما قلته مراراً للأخوة وأظن أن الكثير من الأخوة يعرفونه ويقولونه. أن هاجر حينما ركضت وسعت ومشت كي تنقذ))) رضيعها من موت يكاد يكون محققاً لولا رعاية الله. فقد كانت تقوم مقام الرجل في ذلك. لأن من واجبات الرجل السعي في الارض والمشي في طلب الرزق ورعاية الأولاد والسعي لهم. فقد قامت بعمل موكول للرجال في الأصل. ولأجل ذلك ولأجل أن يكون ذلك تذكيراً للرجال وللرجولة الى يوم القيامة فإن الرجل هو المكلف الآن في السعي والركض دون المرأة التي ركضت مضطرة وعملت ما ينبغي أن يعمله الرجال في ذلك الوقت والحين. فحينما يركض الرجال بين الميلين دون النساء فإنهم يستشعرون تلك اللفتة ويتذكرون أمهم هاجر ومعاناتها وخوفها على وليدها. فيركضون شاكرون لها صنيعها وفعلها على غيبة من الرجل ورب الأسرة ذلك الوقت.
إن الركض بين الميلين ما هو إلا تعبير عن الشكر للمرأة التي لم تقصّر حال غيبة زوجها. وشكراً لله تعالى أولاً وآخراً على الرعاية الإلهية التي نجت الوليد اسماعيل وأمه الى يوم القيامة. وبارك الله بك بنيتي وعمرة مقبولة إن شاء الله مع سعي مقبول.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2010, 09:57 م]ـ
الأخت الكريمة حفيدة البخاري وفقها الله
¥