[مشكلات بعد رمضان]
ـ[عصماء]ــــــــ[04 Sep 2010, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد تطرأ مشكلات بعد رمضان، منها:
أولا الحيرة في مصير الأعمال:
إن النفوس جبلت على التشوف للغيب، والرغبة في استعجال العلم الذي حُجب عنها ..
ومن مظاهر ذلك ما تراه من الطالب فور انتهائه من الامتحان أنه يبحث عمن يأتيه بالنتيجة من (الكنترول)
وبعد رمضان .. تظهر هذه المشكلة: هل أنا من المقبولين؟
كيف أعرف أنني من المقبولين؟
والجواب المريح والله أعلم:
(1) أن يجد العبد قلبه أقرب إلى الله، وآنس به وأحب إليه، فهذه ثمرة الطاعة وعلامة القبول.
(2) أن يحب الطاعات ويقبل عليها، ويشعر أن أبوابها تتفتح له وييسر له فعلها، ويشعر أن أبواب المعاصي تغلق عنه ويصرف عنها، ويكرهها ويستنكف عن فعلها.
(3) أن لا يفقد الطاعات التي كان يقوم بها في رمضان، بل يواظب عليها، بل ويستحدث بعد رمضان أعمالا لم تكن له قبل رمضان.
(4) ألا يعود إلى الذنوب التي تاب منها في رمضان، فقد تكلم العلماء فيمن تاب من ذنب ثم عاد إليه، أن هذا دليل على أن توبته لم تقبل؛ لأنها لو قبلت لما عاد إلى الذنب مرة أخرى، لذلك ثبت في الحديث أن"من أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر" [متفق عليه]،أي عوقب بذنوبه السابقة أيضا؛ لأن في الإساءة بعد التوبة حبوط للتوبة، ولعل من أسرار هذا، الأمر بالعمل الصالح بعد التوبة, قال تعالى {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل عملا صالحا ثم اهتدى} ,"واتبع السيئة الحسنة تمحها " [أحمد وحسنه الألباني]،فاشتراط العمل الصالح بعد التوبة حزم في منع الرجوع إلى الذنب.
5) استشعار المنة، وعدم الإدلال بالعمل:
قد يبتلى العبد بعد رمضان بشعور غامر أنه أدى ما عليه، وحبس نفسه في رمضان عن أشياء كثيرة مما يشتهيه، فتجده يوم العيد عاصيا!!،وهذه من علامات عدم القبول، أن ينقلب على عقيه بعد رمضان مباشرة، {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} (آل عمران: 144)، ولذلك فمن علامة القبول أن تجده خائفاً على العمل وجلاً ألا يتقبل، مستشعرا فضل الله ونعمته عليه، متحدثا بذلك، شاكرا لأنعم الله مواصلا للذكر.
(6) ومن علامات قبول رمضان: صيام ست من شوال؛ فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها؛ كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة، كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها، فمن رام أن يعلم مدى قبول عمله من ذلك، فليعود نفسه على الصيام والقيام من جديد حتى يكون صيامه الثاني علامة على قبول صيامه الأول، وحتى سكون قيامه الآخر علامة على قبول قيامه السابق عليه.
(7) إذا كنت بعد رمضان تسارع إلى الطاعات محبا لها، وتترك المعاصي أنفة منها، فتلك من علامات القبول، وإذا رأيت أبواب الخير تفتح لك مثل البكاء، ورقة القلب، والسهر، وقلة النوم فهذه من ثمرات رمضان أيضا، كما هي في رمضان أو أزيد، فهذه من علامات القبول.
(8) إذا كنت بعد رمضان أفضل مما كنت عليه قبل رمضان، وتستشعر أن لك قلبا جديدا ينبض بحب الله، وتحس أنك تحب ربك أكثر، وتحب ذكره والقيام بين يديه، وتحب شكره وتحب الإقبال عليه، فهذه من علامات القبول.
ثانيا: تضييع الأعمال بعد التوفيق لها:
نعم أيها الأحبة في الله
بعد كل هذه الطاعات طيلة رمضان، ما أيسر أن يحبطها صاحبها إن لم يحرسها ..
نعم لابد من حراسة الطاعات؛ حتى لا يتطرق إليها ضرب من ضروب الخلل.
والحراسة تكون:
أولا:بالحذر من الإدلال بالطاعة:
أول ذلك حراسة ذلك العمل من أن يحصل من العبد به منّ على الله عز وجل، أو خلقه، فما يرى ذلك العمل حتى ينتظر حقا يتقاضاه من الخلق، أو شيئا يوجب له شيئا آخر من الرب عز وجل، فهو وإن كان ثم عمل، فلا يزال يرى نفسه أقل إخوانه وأكثرهم ذنوبا وأشدهم عيوبا، فما له عليهم حق يتقاضاه بعمله.
بل يرى ذلك العمل نعمة الله عز وجل التي تستوجب منه شكر آخر، وسعيا موصولا، واجتهادا غير منقطع إلى الممات.
ثانيا: بالحذر من العجب:
¥