[نبذة عن الزائغين في القدر.]
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 11:07 م]ـ
يدور الإيمان بالقدر على أربعة أمور هي أصوله وأركانه التي لايكون إلا بها؛ وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق. وقد تضافرت النصوص في تقرير هذه الأصول، وبيان مايندرج تحتها من المعاني العظيمة والحكم البليغة، وقد آمن بموجبها أهل السنة والجماعة وحاد عنها كثير من الخاطئين والمخطئين؛ وهم على كثرتهم تكاد تجمعهم أربع طوائف: -
1 - القدرية الأولى؛ وهم الذين يزعمون أن لاقدر، وأن الأمر أنف؛ أي مستأنف لم يسبق بعلم ولاكتاب؛ ومن أول من تكلم بهذه المقالة معبد الجهني بالبصرة ثم اتبعه خلق على إفكه أشهرهم غيلان الدمشقي؛ وهو الذي دعا عليه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فقتل وصلب في عهد هشام بن عبدالملك! وقد نقل غير واحد من أهل السنة إجماع السلف على تكفير أهل هذه المقالة إلا أنه يشكل على ذلك الرواية عن معبد الجهني؛ فهو كما هو معروف من رجال الكتب الستة!
2 - الفلاسفة الإلهيون؛ فإنهم ينكرون علم الله بالجزئيات المعينة؛ لأن إدراكها إنما يكون بجسم أوقوة حالة في جسم، وأنكروا كذلك المشيئة؛ لأن الرب بزعمهم موجبا بالذات؛ أي أن أفعاله تصدر عنه بلامشيئة؛ ولهذا جعلوا علاقة الله بالعالم علاقة فيض لاخلق! وهذه نظرية الفيض أو الصدور المشهورة والتي تبناها الاسماعيلية وفلاسفة الصوفية وغيرهم!
3 - القدرية الثانية؛ وهم الذين يؤمنون بقدر ويكذبون بقدر؛ فيؤمنون بالعلم السابق والكتاب الأول، ويكذبون بعموم المشيئة والخلق؛ ولهذا أخرجوا أفعال العباد من عموم مشيئة الرب وخلقه؛ وزعموا أن هذا موجب العدل! ولهذا سموا أنفسهم عدلية، وسماهم السلف مجوسية؛ لأن عقيدتهم تشبه عقيدة المجوس في القول بالأصلين، وإثبات خالقين! وهذه العقيدة لازالت حية إلى اليوم؛ يدين بها المعتزلة والزيدية والشيعة الإمامية وغيرهم.
4 - الجبرية؛ وهم الذين غلوا في إثبات القدر حتى سلبوا قدرة العبد، أو أثبتوا له قدرة غير مؤثرة في الفعل! يقول الجرجاني: (الجبرية إثنان؛ متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل؛ كالأشعرية، وخالصة لاتثبت؛ كالجهمية).
وهناك مقالة عن كيفية الإيمان بالقدر عند أهل السنة نشرتها بملتقى أهل الحديث فليراجعها من أحب أن يأخذ فكرة موجزة عن عقيدة أهل السنة في هذا الأصل العظيم، ومن أراد البسط فليراجع المطولات؛ كشفاء العليل لابن القيم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:13 ص]ـ
وهناك مقالة عن كيفية الإيمان بالقدر عند أهل السنة نشرتها بملتقى أهل الحديث فليراجعها من أحب أن يأخذ فكرة موجزة عن عقيدة أهل السنة في هذا الأصل العظيم.
بحثت عنها فلم أجدها، فليتك يا أبا عبدالله تنشرها هنا لنقرأها وفقك الله ونفع بعلمك.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[30 Sep 2010, 08:16 م]ـ
كيفية الايمان بالقدر عند أهل السنة والجماعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199387)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[02 Oct 2010, 01:22 ص]ـ
تحية من عند الله مباركة طيبة للإخوة الفضلاء، ولديّ تعليق وجيز في ضوء هذا الموضوع
العقيدة الإسلامية في الإيمان بالقدر بسيطة وناصعة وهي:"أن تؤمن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك"
فالمسلمون الذين وصفهم أبو عنبة الخولاني رح1 بقوله
ألا أدلكم على خلال كان عليها إخوانكم يعني أصحاب محمدصل1رض3
أولها لقاء الله أحب إليهم من الشهد
وثانيها لم يكونوا يخافون من عدو قلوا أم كثروا
وثالثها لم يكونوا يخافون عوزاً من الدنيا كانوا واثقين من الله أن يرزقهم
ورابعها إذا نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فهم ما قضى
هم من فهم وطبق الإيمان بالقدر على حقيقته.
فالذي يريد يفهم معنى الإيمان بالقدر فليقرأ سورة آل عمران فهي لعمري قد بينت وشرحت وفصلت معنى الإيمان بالقدر على حقيقته فأنكرت على الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما ماتوا وما قتلوا فليدرأوا عن أنفسهم الموت إن كانوا صادقين.
¥