تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Aug 2010, 05:55 م]ـ

"ووجدنا ما جاءت به النبوة ومنفعته في ثلاثة أشياء: أحدها: إصلاح الأخلاق النفسية وإيجاب التزام حسنها: كالعدل والجود والعفة والصدق والنجدة في موضعها، والصبر والحلم والرحمة، واجتناب سيئها كأضداد هذه التي ذكرنا. وهذه منفعة عظيمة لا غنى لساكني الدنيا عنها، ولا شك في العقل في أن صلاح النفس ومداواتها من فسادها، أنفع من مداواة الجسد وإصلاحه، لأن مداواة الجسد تابعة لمداواة النفس. إذ في مداواة النفس إيجاب ألا يدخل الإنسان على جسده ما يؤلمه بالمرض، فيقطع به عن مصالحه. وما عم إصلاح النفس والجسد معاً أفضل وأولى بالاهتبال به مما خص إصلاح الجسد فقط - هذا برهان عقلي ضروري حسي.

ولا يمكن ألبتة إصلاح أخلاق النفس بالفلسفة دون النبوة، إذ طاعة غير الخالق - عز وجل - لا تلزم. وأهل العقول مختلفون في تصويب هذه الأخلاق، فذو القوة الغضبية التي هي غالبة على نفسه لا يرى من ذلك ما يراه ذو القوة النباتية الغالبة على نفسه، وكلاهما لا يرى من ذلك ما يرى ذو القوة الناطقة الغالبة على نفسه.

والوجه الثاني من منافع ما جاءت به النبوة: دفع مظالم الناس الذين لم تصلحهم الموعظة ولا سارعوا إلى الحقائق، وحياطة الدنيا والأبشار والفروج والأموال، والأمن على كل ذلك من التعدي والغلبة وكفاية من ضاع ولم يقدر على القيام بنفسه. وهذه منفعة عظيمة جليلة، لا بقاء لأحد في هذه الدنيا، ولا صلاح لأهلها إلا بها. وإلا فالهلاك لازم والبوار واجب. وليست كذلك منفعة العلوم التي قدمنا قبل، وقد قدمنا أنه لا سبيل إلى منع التظالم ولا إلى إيجاد التعاطف بغير النبوة أصلاً، لما ذكرنا من أن طاعة غير الخالق تعالى لم يقم برهان بوجوبها، ولأن الفسوق ومختلفة الأهواء لا ينقاد بعضها إلى بعض.

والوجه الثالث من منافع ما جاءت به النبوة هو التقدم لنجاة النفس فيما بعد خروجها من هذه الدار، من الهلكة التي ليس معها ولا بعدها شيء من الخير، لا ما قل ولا ما كثر، ولا سبيل ألبتة إلى معرفة حقيقة مراد الخالق منها ولا إلى معرفة

طريق خلاصنا إلا بالنبوة، وأما بالعلوم الفلسفية التي قدمنا فلا - أصلا - ومن ادعى ذلك فقد ادعى الكذب، لأنه يقول ذلك بلا برهان ألبتة، وما كان هكذا فهو باطل، ولا يعجز أحد عن الدعوى، وليست دعوى أحد أولى من دعوى غيره بلا برهان."

رسائل بن حزم:3/ 134

ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[22 Aug 2010, 11:29 م]ـ

((يبدو أنكم مهتمون ـــــ أبا سعد ــــــ بابن حزم {فربنا يستر} http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ))

في الحقيقة تغيرت فكرتي ((القديمة)) عن شخصية الإمام الفذ؛ ابن حزم الأندلسي ــــــ رحمه الله تعالي ــــــــ

حين قرأت كتابه الفذ {رسالة في تهذيب الأخلاق ومداواة النفوس} وها أنت أبا سعد تؤكد هذا المعني في نفسي

فنفع الله بكم وبما تكتبون، ورحم الله الإمام ابن حزم وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في الفردوس الأعلي

مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Aug 2010, 11:51 م]ـ

يا أبا عبد الله

الشخصيات العظيمة والفذة هي التي يختلف حولها الناس

بن حزم مدرسة من مدارس الإسلام العظيم

في الإسلام أفذاذ لو جمعت الجوانب التي أبدع كل واحد منهم فيها لخرجنا بموسوعة علمية عالمية ليس لها مثيل

ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[23 Aug 2010, 11:27 م]ـ

يا أبا عبد الله

الشخصيات العظيمة والفذة هي التي يختلف حولها الناس

بن حزم مدرسة من مدارس الإسلام العظيم

في الإسلام أفذاذ لو جمعت الجوانب التي أبدع كل واحد منهم فيها لخرجنا بموسوعة علمية عالمية ليس لها مثيل

صدقت وبررت، وسلمت يمينك ياأباسعد.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Aug 2010, 04:22 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير