فإنك تري نماذج طيبة مباركة من المعتكفين وحرصهم علي التسابق في الطاعات، لو جمعت ساعات يومهم لا تكاد تجد أن يزيدوا أكثر من ذلك، فجل أوقاتهم مستثمر بالقربات الي ربهم. فيكونوا لك حافزاً لمسابقتهم ومحاولة الظفر باللحاق بهم، قد لايتسني لك في رؤية تسابقهم- هذا- في غير هذه الايام، فهي دورة حية مباشرة أمام عينك مدتها عشرة أيام تتعلم ما يقوم به غيرك اتجاه خالقهم والتزلف لمرضاته. والكيّس من خرج من تلك الدورة بنتائج وثمرات ينتفع بها في حياته.
12) (هم درجات عند الله)
تختلف درجات العباد في الجنة علي قدر أعمالهم الصالحة، علي قدر ماتجتهد في تلك الأيام تحصد بإذن الله، والأجور مضاعفة في الزمن الفاضل.
13) ليلة مباركة
خير من ألف شهر، ساعات قليلة تدرك بها أجور عظيمة، ومغزي الاعتكاف هو تحري ليلة القدر، ومن فضل الله ورحمته لعباده أن غيبها عنهم، لا نعلمها تحديداً، فالاجتهاد متواصل في جميع الليالي لالتماس إدراكها، ويكتب له أجر الليالي الأخري من فضله وكرمه.
14) (هل جزاء الإحسان الا الاحسان)
عطايا الرب جل وعلا لعباده في الدنيا لاتعد، فكل عبد أنعم الله عليه بنعم لا يستطيع أن يستحضرها في قلبه فضلا أن يحصيها، فكيف بعطاياه في الآخرة، فإن كان من يصلي علي جنازة فله قيراط ومن شهدها حتي يفرغ منها فله قيراطان والقيراط مثل أحد، وبعيادة مريض تستغفر له سبعون ألف ملك، وعمرة في رمضان تعدل حجة والعمرة نافلة فكيف بأجور الفرائض والواجبات، سبحانه من يقبل العمل ويضاعف أجره أضعاف كثيرة.
15) فرحة العيد
عند خروجه من معتكفه ليلة العيد فرحا بما وفقه الله من أداء هذه العبادة الشريفة، منكسراً مفتقراً بين يدي ربه أن يقبلها منه ويغفر ما قد أٌنقص أجرها من زلات أو تقصير فيها، فالاستغفار والانابة أن يجبر مافيها، ويكمّل له أجرها.
16) الدعاء
أن يعيد عليه رمضان أعوام عديدة وهو بأحسن حال، ثابتا علي دينه،ويوفقه لطاعته واجتناب معاصيه، ويجبر قلبه علي فراق هذا الموسم المبارك وقبول عمله، وأن يعينه ألا يكون بعده (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً)،ويطلب العون من ربه أن يكون كل أيامه ولحظات حياته قربي اليه سبحانه، وتكون كل عاداته ممن اعتاد عليها، عبادات باحتساب النية الصالحة فيها.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[29 Aug 2010, 01:16 ص]ـ
المقصود بالاعتكاف: انقطاعُ الإِنسانِ عن الناس لِيَتفرّغ لطاعة الله في مسجدٍ من مساجده طلباً لفضله وثوابه وإدراك ليلة القَدْر، ولذلك ينْغِي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة، وأن يتَجنّب ما لا يَعنيه من حديثِ الدنيَا ولا بأس أنْ يتحدث قليلاً بحديث مباح مع أهله أو غيرهم لمصلحة، لحديث صَفِيَّةَ أمِّ المؤمنينَ رضي الله عنها قالتْ: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم معتكفاً فأتَيْتُه أزورُه ليلاً فحدثتُه ثم قمتُ لأنْقَلِبَ (أي لأنصرفَ إلى بيتي) فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم معِي» (الحديث) متفق عليه.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:09 م]ـ
قال الإمام الزهري رحمه الله: ((عجباً للمسلمين! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل))
ومواسم الطاعات محطات يتزود فيها المسافر إلى جنة عرضها السموات والأرض.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[30 Aug 2010, 03:59 م]ـ
من حكم الاعتكاف:
- صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى بلم شعثه بالإقبال على الله تعالى.
-وترك فضول المباحات.
-وتحقيق الأنس بالله تعالى والاشتغال به وحده والتفكر في تحصيل مراضيه.