تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما جوانب الضعف التكتيكية في تنظيم القاعدة فيمكن إجمالها أيضا في ثلاثة: فمن نقاط ضعفها على المستوى التكتيكي خطابها السياسي الضعيف وغير المتماسك مقارنة مع جهدها الميداني.

فالقاعدة لا تترجم انتصاراتها الميدانية إلى رأسمال سياسي. فالرسالة السياسية المصاحبة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول كانت ضعيفة جدا مقارنة مع هول ذلك اليوم الذي هز العالم كله. ورسالة همام البلوي التي خلفها باهتة جدا مقارنة مع براعة العملية التي نفذها، حتى إن مايكل شوير -رئيس وحدة بن لا دن في سي آي أي سابقا- لم يتمالك نفسه من القول إن عملية البلوي "عملية رائعة" بالموازين الاستخبارية.

ومن نقاط الضعف التكتيكية في القاعدة اتجاهها وجهة القتال على جبهات عريضة، حيث اعتبرت العالم كله مسرحا لعملياتها، وحولت أغلب دول العالم عدوا لها دون ضرورة.

ولو أن القاعدة سددت رميتها بشكل أدق، وضيقت جبهة المواجهة وحصرتها في عدوها المباشر، لوفر عليها ذلك الكثير من العداوات والمطاردات التي أنهكتها في حروب جانبية لا صلة لها بوجهتها الأصلية.

أما نقطة الضعف التكتيكية الثالثة في القاعدة فهي إهمالها الجبهة الفلسطينية، وهي أكثر الجبهات وضوحا من الناحية الأخلاقية، وأكبرها جاذبية سياسية لمن يريد تحريك الأمة وكسب الأتباع. لكن القاعدة لم تهتم بالجبهة الفلسطينية بشكل عملي مباشر. وربما لسوء تقديراتها السياسية تظن القاعدة أنها بضرب الأميركيين تُوجِع الإسرائيليين، بينما العكس هو الصحيح تماما.

ولو أن القاعدة ركزت على الجبهة الفلسطينية لدخلت أعماق الوجدان المسلم، ولتحولت إلى مصدر إلهام للشباب المتعطش للفداء.

ومهما يكن من أمر فإن القاعدة تبدو اليوم بعد تسع سنين من هجمات 11 سبتمبر/أيلول الدامية متجهة إحدى وجهتين، إما أن تتحول إلى حركة تحرير أكثر فاعلية وتركيزا، وأكثر تخففا من الخطاب التكفيري المفرِّق الممزِّق، ثم تركز على القضايا الإجماعية مثل قضية فلسطين، وتحصر حربها في جبهات ضيقة واضحة كل الوضوح من الناحيتين الأخلاقية والسياسية. وإما أن تتفكك إلى "قواعد" متعددة، ذات مشارب شتى، سيكون بعضها أقوى وأبقى، وأدرى باللعبة الإستراتيجية من القاعدة الحالية، وسينتحر بعضها الآخر على أعتاب العدمية.

وفي كل الأحوال فإن ظاهرة "القاعدة" لن تختفي حتى تنتفي مبررات وجودها، وهو أمر غير وارد في الأمد المنظور.

فما دامت أمة الإسلام منكشفة الصدر مستباحة، وما دام قادتها متخاذلين لا يحملون همًّا سوى إشباع غرائز التحكم والبقاء، فسيظل على الساحة من يحركه الغضب وتدفعه الحمية إلى رفع راية الجهاد، حتى ولو كان ذلك في حروب هوجاء لا أول لها ولا آخر.

اهـ مقاله الماتع

وقد واجه بين منطقين في آخر فقرة هما منطق الآخرة ومنطق الدنيا حيث اعتبر أن ظاهرة القاعدة تختفي باختفاء مبررات وجودها السياسية والاجتماعية دون الدينية وفي ما قاله نظر ولا ريب، لكن لما كان الانتقاء أمرا حتميا لأن الفكرة لا يمكن عرضها جملة واحدة كان من الممكن القول إن سبب تأخر المسلمين يشترك فيه عنصران رئيسان هما التخلف الداخلي المتمثل بالعجز عن بناء نظام تعليمي بمخرجات عالمية على حين أن المسيرة التاريخية للبشرية قد أثبتت (أن النجاح إما عالمي أو زائف). وأن السبب الثاني هو الإمبريالية العالمية التي زرعت الكيان الصهيوني في جسد الأمة، وإذا كانت الحركة الجهادية تواجه السبب الثاني لوضوحه وهو الاعتداء السافر من قبل القوة الغربية الكبرى على العالم الإسلامي فإن بناء النظام التعليمي ذي المخرجات العالمية وهو الشرط الأساس لأي نهضة هو الأمر الحتمي الضرورة الذي طال انتظاره.

فأمام المسلم خياران، إذا كان يستثقل العمل الجهادي لاختلاط الأوراق وعدم وضوح الأهداف وحدود الحق من الباطل أمامه فإنه لا عذر له أن يبذل وسعه في المجال الثاني وهو أن يساهم في بناء نظام تعليمي ذي مخرجات عالمية.

أما الإنسان المريض الذي يستجيز لنفسه أن يغشّ أو يزوِّر رسالةً أو يتملق إلى أستاذ ليرفع درجته أو إلى شيخ لينال نفعا زائفا وهو مع ذلك يفكر بالجهاد ونصرة هذا الدين فهذا ولا ريب مصاب بالشيزوفرينيا أو النفاق والعياذ بالله تعالى.

ـ[البهوتي]ــــــــ[11 Sep 2010, 12:23 ص]ـ

الا يسعنا فعل الصديق "فقد تشبث عمر هنا بالاعتبار الأخلاقي الصِّرف المانع من قتل الناس حرقا، لكن أبا بكر كان يؤرقه اعتبار آخر عملي وأخلاقي معا، وهو انكشاف الأمة كلها أمام المرتدين وقوتهم المدمرة .. كانت عين الصديق على مسيلمة وخطره الداهم، ورأى في ذلك أولوية الوقت."

الحرب لا تزال قائمة!!! ونحن نثبط الا نخجل من انفسنا اننا خذلناهم بالنفس والمال بل وصل الامر الى تسليط اللسان. ثم ندعي محبتهم و رجاء نصرهم على غير المسلمين!!!

اقول الفتنه نائمة لعن الله من أيقظها ... لعن الله من أيقظها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير