يكمل سيدنا ذي مخبر رض1 الحديث فيقول ... (وستغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ... ) ولنا وقفة مع ماهية هذا العدو فالبعض يقول روسيا والبعض يقول إيران الشيعية والبعض يقول تركيا العلمانية –وهو أضعف الآراء- وإذا كان الترجيح بين الكتلة الروسية والمعسكر الشيعي في إيران فإننا لا نستبعد إشتراكهما معا في هذه الحرب.
أما كون القول الثالث القائل بأن العدو هو تركيا فهو مردود لحديث رسول الله صل1 الصحيح والذي رواه مسلم عن أبي هريرة رض1 قال: قال النبي صل1: لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة –ومجان جمع مجن والمجن هو الترس الذي يتترس به المقاتل في الحروب – وفي لفظ "وجوههم محمرة" , وفي روايات أخرى يزيد النبي صل1 الأوصاف إضاحًا فيقول " زُلُف الأنوف "-وهو الأنف الصغير الأفطس- ويقول أيضا " صغار الأعين , نعالهم الشعر " –مثل رعاة البقر , لأن مناطقهم باردة فيصنعون هذا النوع من النعال طلبا للدفء – فيا ترى من يكون هؤلاء؟ وهل ظهروا بالفعل أم لم يظهروا؟ تأتي رواية في سنن أبي داود مفادها قوله صل1 " ستقاتلون الترك , قوم وجوههم كالمجان المطرقة " فحدد النبي صل1 أنهم الترك , يقول الإمام النووي رح1 في شرحه لصحيح مسلم "ونحن قاتلناهم ونقاتلهم الآن ونرجو أن تكون لنا العاقبة ".
فمن كان يعني بهؤلاء؟
إنهم التتار , وأصل التتار أتراك , وكانوا عبَّادًا للنار , وأخبر النبي صل1 أن الكرَّة ستكون لهم مرات ومرات ثم ينكسروا ويهزموا , وقد انكسروا فعلا بفضل الله على أبواب مصر حماها الله تعالى والحمد لله رب العالمين.
ويضيف الإمام النووي " وقد رأيناهم وكلما نظرنا في وجوههم ونظرنا إلى أقدامهم قلنا صدق رسول الله صل1.
ومن ذلك كله يتبين أن الترك قد خرجوا بالفعل , فيكون العدو إما روسيا وإما إيران وإما كليهما , وبشائر ذلك قد ظهرت حيث توترت علاقات الغرب الصليبي مع كل من إيران وروسيا بشكل خطير , والعقوبات أوشكت أن تُفرَض على إيران بسبب الملف النووي.
فيا ترى ماذا سيحدث في هذه الحرب الضروس؟ ولمن سيكون النصر؟ وعلى ماذا ستتمخض الأحداث في نهايتها؟
كل هذه الأسئلة أخي الكريم إذا أردت أن تعرفها فأرجوك تابع مقالتي القادمة بحول الله حتى لا يطول بنا المقام.
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم