وهو مؤمّن عليه عند ربّ العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال النّاس.
فلا تحسبوا أنّ الّذي تعطونه يذهب هدراً، إنّ الله يخلفه في الدّنيا قبل الآخرة، وأسوق لكم مثلاً واحداً:
قصّة المرأة الّتي كان ولدها مسافراً، وكانت قد قعدت يوماً تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة.
فلمّا جاء الولد من سفره جعل يحدّثها بما رأى. قال: ومن أعجب ما مرّ بي أنّه لحقني أسد في الطّريق، وكنت وحدي فهربت منه، فوثب عليّ وما شعرت إلا وقد صرت في فمه، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلّصني منه، ويقول: لقمة بلقمة، ولم أفهم مراده.
فسألته أمّه عن وقت هذا الحادث، وإذا هو في اليوم الّذي تصدّقت فيه على الفقير نزعت اللّقمة من فمها لتتصدّق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد.
والصّدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجرّبة، وقد وردت فيها الآثار، والذي يؤمن بأنّ لهذا الكون إلهاً هو يتصرّف فيه وبيده العطاء والمنع وهو الّذي يشفي وهو يسلم، يعلم أنّ هذا صحيح، والنّساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف، وأنا أخاطب السّيّدات، وأقول لكلّ واحدة: ما الّذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها، وممّا ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها، وممّا يفيض عنها من الطّعام والشّراب، فتفتّش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشّهر.
ولا تعطي عطاء الكبر والتّرفّع، فإنّ الابتسامة في وجه الفقير (مع القرش تعطيه له) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبّر مترفّع.
ولقد رأيت ابنتي الصّغيرة بنان –من سنين– تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت: تعالي يا بنيّتي، هاتي صينيّة وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدّميها إليه هكذا، إنّك لم تخسري شيئاً، الطّعام هو الطّعام، ولكن إذا قدمت له الصّحن والرّغيف كسرت نفسه وأشعرته أنّه كالسّائل (الشّحّاذ)، أمّا إذا قدّمته في الصّينيّة مع الكأس والملعقة والشّوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنّه ضيف عزيز.)
انتهت مقالة الطّنطاويّ (هكذا حافّ بلا ألقاب)
الله! ما أجملها كلمات، وما أعذبها همسات؛ تخاطب القلب فتنعشه، وتلامس الرّوح فتذكيها.
وما أظنّ أخاً حبيباً في الله إلا وله مع الله يقينيّات ولا أقول تجارب حدثت له.
نفعنا الله تعالى بما نسمع، وبما نقول، وبما نكتب، وبما نفعل، وجعل ذلك كله خالصاً لوجهه سبحانه.
السّبت: 2/ شوّال / 1431هـ - الموافق: 11/ أيلول / 2010م
[/ QUOTE]
كلام هو الذهب الخالص تمنيت أن أطالعه عدة مرات لأكتب ما يجب كتابته.مرحبا بك يا دكتورنا الغالي نعيمان فقد افتقدناك طوال المدة السابقة.
ـ[ابو المنذر]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:34 ص]ـ
والذي لااله غيره ولا رب سواه لما كتبه الؤلف حقيقة اشبه بالخيال والمتوكل على ربه يرى ذلك رأي العين اما الظان ظن السوء فهو منه بمعزل واحدثك حديثا عني الله يعلم صدقه مني كنت اذا اردت ان يرزقني الله منه رزقا حسنا عجلت بما في جيبي لأقرب اخ مسكين ووالله ما امسي الا ومعي اكثر منه، ولقد المت ببعض اخواني ضائقة وجاء معه رجل له عليه دين يقدر ب 5000درهم والله الذي لا اله غيره كان في جيبي 3000درهم فقلت والله لاقضين عنه بعض دينه فاعطيتها الدائن على ان يكمل صاحبي الباقي بعد حين -وحين رأى المدين 3000درهم بكى والله بكاءا عز علي ان ارى الدمع في عينه-ولكن ... اقسم لكم اخوتي وانا في غنى عن ان اكذب عليكم وانتم في عافية عن سماع قصتي ما مر اسبوع الا وجاء الله بالفرج 30000درهم بالتمام و الكمال عشرة اضعاف من حيث لا احتسب ولا اظن؟ فقلت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما نقص مال من صدقة ... فمن اراد الغنى فلا يوكي ولا يحصي .... وتذكر: انفق بلالا ولا تخش من ذي العرش اقلالا ...
ـ[نعيمان]ــــــــ[15 Sep 2010, 11:39 ص]ـ
[
كلام هو الذهب الخالص تمنيت أن أطالعه عدة مرات لأكتب ما يجب كتابته.مرحبا بك يا دكتورنا الغالي نعيمان فقد افتقدناك طوال المدة السابقة. [/ QUOTE]
وبكم مرحباً وأهلاً يا فضيلة الدّكتور العزيز أبا المهنّد، ولا تفقد غالياً؛ أغلى الله مقدارك وأكثر في العلماء -فيما نحسب- أمثالك.
وكلّ عام وأسرتكم الكريمة وأحباؤك بخير وعافية وستر وفضل.
ـ[نعيمان]ــــــــ[02 Oct 2010, 10:06 م]ـ
رحم الله تعالى الطنطاوي صاحب البصيرة الثاقبة والنفس المتأملة التي تُذكّر بالإيمان وتنبه الى الإحسان وتدل المؤمن الى الجنان. وجزا الله تعالى خيراً الدكتور نعيمان الذي أتحفنا بعد طول غياب. فكم فرحنا بمشاركته وابتهجنا بعودته. فجزاه الله تعالى خير الجزاء وختم على قلبه بنور البصيرة وألحقنا وإيّاه بالصالحين. اللهم آمين آمين آمين
اللهمّ آمين آمين آمين ولك مثله.
والذي لااله غيره ولا رب سواه لما كتبه الؤلف حقيقة اشبه بالخيال والمتوكل على ربه يرى ذلك رأي العين اما الظان ظن السوء فهو منه بمعزل واحدثك حديثا عني الله يعلم صدقه مني كنت اذا اردت ان يرزقني الله منه رزقا حسنا عجلت بما في جيبي لأقرب اخ مسكين ووالله ما امسي الا ومعي اكثر منه، ولقد المت ببعض اخواني ضائقة وجاء معه رجل له عليه دين يقدر ب 5000درهم والله الذي لا اله غيره كان في جيبي 3000درهم فقلت والله لاقضين عنه بعض دينه فاعطيتها الدائن على ان يكمل صاحبي الباقي بعد حين -وحين رأى المدين 3000درهم بكى والله بكاءا عز علي ان ارى الدمع في عينه-ولكن ... اقسم لكم اخوتي وانا في غنى عن ان اكذب عليكم وانتم في عافية عن سماع قصتي ما مر اسبوع الا وجاء الله بالفرج 30000درهم بالتمام و الكمال عشرة اضعاف من حيث لا احتسب ولا اظن؟ فقلت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما نقص مال من صدقة ... فمن اراد الغنى فلا يوكي ولا يحصي .... وتذكر: انفق بلالا ولا تخش من ذي العرش اقلالا ...
لا يبعد هذا أبداً بلا قسم يا أخانا. فإنّه الله! وحسبك! جزيت خيراً وبرّاً وفضلاً.
¥