ولقول النبي صل1 لبعض أصحابه: "أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم" فقالوا: يا رسول الله: كلنا يحب ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: "لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وهذا يبين لنا فضل تعلم القرآن الكريم، فأنت يا أخي عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة.
أما ما يعرض لك من النسيان فلا حرج عليك في ذلك، فكل إنسان ينسى، كما قال عليه الصلاة والسلام: "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون"، وسمع مرة قارئا يقرأ فقال صل1: "رحم الله فلاناً لقد أذكرني آية كذا كنت أسقطتها". أي أنسيتها، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر، أو يذكره غيره، والأفضل أن يقول (نُسِّيت) بضم النون وتشديد السين، أو: أنسيت، لما ورد أنه صل1 قال: "لا يقولن أحدكم: نسيت آية كذا بل هو نُسِّي". يعني: أنساه الشيطان، أما حديث: من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي صل1، والنسيان ليس باختيار الإنسان وليس في طوقه السلامة منه، والمقصود أن المشروع لك حفظ ما تيسر من كتاب الله عزّ وجلّ، وتعاهد ذلك، وقراءته على من يجيد القراءة حتى يصحح لك أخطاءك. وفقك الله ويسر أمرك.
{ص1219} كما سئل رح1: أرشدوني إلى الطريقة التي تعينني على حفظ كتاب الله؟
فأجاب: نوصيك بالعناية بالحفظ، والإقبال على ذلك، واختيار الأوقات المناسبة للحفظ كآخر الليل، أو بعد صلاة الفجر، أو في أثناء الليل، أو في بقية الأوقات التي تكون فيها مرتاح النفس حتى تستطيع الحفظ، ونوصيك باختيار الزميل الطيب الذي يساعدك ويعينك على الحفظ والمذاكرة، مع سؤال الله التوفيق، والإعانة، والتضرع إليه أن يعينك، وأن يوفقك، وأن يعيذك من أسباب التعويق، ومن استعان بالله صادقاً أعانه الله ويسر أمره.
{ص1231} سئلت اللجنة الدائمة: رأيت في الناس ما لم أسمع به قط ولا رأيت وهو تقبيل القرآن، كما يقبل رجلان أحدهما الآخر؟
الجواب: لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلاً.
السؤال: ما حكم تقبيل القرآن؟
الجواب: لا نعلم دليلاً على مشروعية تقبيل القرآن الكريم، وهو أنزل لتلاوته وتدبره وتعظيمه والعمل به.
السؤال: نلاحظ أن بعض الإخوان عندما يقومون بقراءة القرآن الكريم يقوم بتقبيل المصحف ويمسح به على عينيه ووجهه، فهل هذا وارد في الشريعة؟ أرجو إفادتي.
الجواب: لا نعلم لذلك أصلاً في الشرع المطهر.
{ص1261} سئل الشيخ الجبرين رح1: يقوم بعض مدرسي القرآن الكريم بوضع ملاحظات بالقلم الرصاص على مصحفهم أو مصاحف الطلاب لتنبيههم إلى أخطائهم بوضع خط تحت مواضع الغنة ونحوها من أحكام التلاوة، وذلك بعد الفراغ من التلاوة .. فهل يجوز كتابة شيء من هذا القبيل على المصحف؟ أفتونا مأجورين.
الجواب: أرى أنه لا بأس بوضع هذه الملاحظات، لما ذكر من الأسباب؛ سواء وضعت بالهامش أو الحاشية أو وضعت بين الأسطر، إذا كانت تلك الملاحظات رموز أو إشارات تشبه ما في المصاحف من حروف علامات الوقف وعلامات قراءة التجويد؛ مثل الإخفاء والإظهار والإقلاب، فمتى كانت هذه الملاحظات بأحرف صغيرة وبأقلام الرصاص، بحيث يتمكن من محوها بعد انتهاء الغرض منها فلا بأس بوضعها لهذا السبب، وإنما ورد النهي أن يكتب في المصاحف ما ليس منها إذا خيف التباس ذلك على القارىء وتوهمه أن تلك الكتابة من القرآن أو من بيان معاني القرآن. أما إذا لم يخف من الالتباس فلا نرى بأساً بوضعها لهذا الغرض بقدر الحاجة، والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
{ص1262} كما سئل رح1: يقوم بعض المدرسين أو المدرسات ومن باب تشجيع الطلاب أو الطالبات على الحفظ والاستذكار بوضع ملصق نجمة خماسية أو نجمتين أو أكثر، أو به لفظ (ممتاز)، أو (بارك الله فيك) على المصحف، إشارة إلى تفوق الطالب أو الطالبة وحسن حفظهم؛ فهل هذا جائز؟ أفتونا مأجورين.
الجواب: إذا وضع هذا الملصق خارج المصحف فلا بأس به؛ كما لو وضع على ظهر الغلاف أو في أول صفحة قبل البدء في الفاتحة وما بعدها، وتكون هذه النجمة ملصقة بالغلاف، أو بأول ورقة على المصحف الخاص بذلك الطالب أو الطالبة، ويحمل اسمه وتكتب تلك العبارة على تلك النجمة، مع أن الأفضل أن تكتب على الدفاتر الدراسية، أو الكتب المدرسية؛ ففيها تشجيع للطلاب، وحث لهم على المسابقة والمنافسة، واطلاع آبائهم عليها، ومنافسة زملائهم حتى يتسابقوا على الحفظ والفهم والمواظبة، والله الموفق. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.