تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا الاتفاق ينشأ المجتمع.

وفي مصر توجد أزمة في العلاقة بين المسلم والمسيحي، وتلك الأزمة ترتبط في جانب مهم منها، بتعريف الهوية والمرجعية الحضارية. فقد حدث في مصر انشقاق في الوعي بالهوية بين الجماعة المسلمة والجماعة المسيحية، وهو ما أدى إلى جانب عوامل أخرى، إلى حدوث نزاع ديني واحتقان وتوتر في العلاقة بين المسلم والمسيحي. فأصبحت التوترات الحادثة تنتج من خلاف في تحديد الهوية، فأصبحت خلافات بين جماعات مختلفة في الهوية، مما عمق الأزمة، وفتح الباب أمام استمرار التوتر والتصعيد.

وأزمة الهوية ترتبط ارتباطا مباشرا بمستقبل الأمة الإسلامية، لأنها ترتبط بمسألة وحدة الأمة الإسلامية، كما ترتبط بالمرجعية الحضارية لها. فإذا كان اختيار الأمة الإسلامية هو التمسك بمرجعيتها الحضارية الإسلامية، فإن الجماعة المسيحية في مصر قد عزلت وفصلت نفسها عن تلك المرجعية، وإذا كان اختيار الأمة الإسلامية هو تحقيق الوحدة الإسلامية، فإن الجماعة المسيحية في مصر فصلت وعزلت نفسها عن الهوية الإسلامية، واعتبرت أن هويتها مصرية خالصة. لذا فكل مشاريع الوحدة الإسلامية، أو مشاريع استعادة الهوية الإسلامية كمرجعية للنظام العام، وكل محاولات تحقيق المشروع الإسلامي في المجال السياسي، تصطدم في مصر بموقف الجماعة المسيحية الرافضة لتلك المشاريع، والرافض للهوية العربية الإسلامية جملة. وكل محاولة لبناء المشروع الإسلامي، وأيضا كل محاولة لتأكيد الهوية الإسلامية في المجتمعات العربية والإسلامية، وكذلك كل محاولة لعلمنة المجتمعات العربية والإسلامية، وأيضا كل محاولة لفرض النماذج الغربية، تصب في النهاية داخل العلاقة المتوترة بين المسلم والمسيحي. فتصبح الصدامات بين المسلم والمسيحي، جزءا من معارك الأمة الكبرى، وجزءا من المواجهة بين المشروع العلماني والمشروع الإسلامي، وجزءا من المواجهة بين الحركة الإسلامية والنظم الحاكمة، وأيضا جزءا من المواجهة بين شعوب الأمة الإسلامية والقوى الغربية المهيمنة على المنطقة العربية والإسلامية.

وأزمة الجماعة المسيحية في مصر، ترتبط أساسا بأنها خرجت من الهوية العربية الإسلامية الجامعة، وأصبحت تعمل من أجل هوية قومية مصرية، تفك روابط مصر مع محيطها العربي والإسلامي. وهذا التوجه ظهر في داخل الجماعة المسيحية في مصر، وبعض الجماعات المسيحية أو غير المسيحية في بعض البلاد العربية والإسلامية، دون أن يكون تيارا سائدا في الأمة، بل على العكس من ذلك، فمع نمو التيار الإسلامي المستند للمرجعية الحضارية والدينية في مختلف أرجاء الأمة، ليشكل تيارا عاما يقوم على الهوية الإسلامية في مختلف البلاد العربية والإسلامية ومنها مصر، كانت الجماعة المسيحية في مصر تتجه في مسار آخر، قريب من مسار النخب العلمانية والنخب الحاكمة والمشاريع الغربية، وتبني هويتها على أساس قومي مصري خالص. فأصبحت هوية الجماعة المسيحية تفترق وتبتعد عن الهوية السائدة في المجتمع المصري.

وأزمة الهوية تمثل جزءا أساسيا من أزمة العلاقة بين المسلم والمسيحي في مصر، فهي وجه من وجوه المشكلة، وربما تكون الوجه الأهم، ومع ذلك فإن الجماعة المسيحية في مصر تتجه إلى تأكيد هويتها المصرية الخالصة ورفضها للهوية العربية والإسلامية، وكلما تزايدت المشكلات نجد توجها متزايدا نحو فصل هوية الجماعة المسيحية عن الهوية العربية والإسلامية، مما يزيد الفجوة مع الجماعة المسلمة. ومع تزايد تلك الفجوة تزيد المواجهات بين المسلم والمسيحي، ولكن الجماعة المسيحية تتجه لتعميق تلك الفجوة، رغم أن ذلك يعرضها لمواجهات أشد. وتندفع الجماعة المسيحية في طريق يعرضها لمخاطر كبيرة، وتتصور أنها تحمي نفسها من مخاطر تتعرض لها.

وإلى المقال القادم ..


بتوجيهات من البابا شنودة .. ندوة بمطرانية الجيزة "لتوعية" زوجات القساوسة حتى لا يلحقن بكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين
كتب حماد الرمحي (المصريون): | 22 - 09 - 2010 01:58

بتوجيهات من البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نظمت مطرانية الجيزة أمس محاضرة للتوعية الدينية لزوجات القساوسة، في محاولة لتثقيفهن دينيًا، ووضع حد لعملية التحول في أوساطه زوجات الكهنة والأساقفة إلى الإسلام، ومنع تكرار سيناريو وفاء قسطنطين زوجة الأنبا مجدي يوسف عوض كاهن كنيسة أبو المطامير، وكاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس، التي تحتجزها الكنيسة منذ أواخر يوليو الماضي.
وفي موعظة مطولة بحضور عدد كبير من القساوسة و الإكليروس، ناشد مطران الجيزة الأنبا دوماديوس زوجات القساوسة بضرورة التحلي بالصبر والمحافظة علي أسرهن ودينهن وألا تعتبر خائنة للرب، لأن رسامة وتعميد جميع القساوسة لا تتم إلا بموافقة زوجاتهن، وبالتالي فإن جميع ما يترتب علي رسامة الأب، خاصة الصيام والعزلة يكون تحت رضا ومسئولية زوجته ولا يجوز لها الاعتراض أو النشوز، "لأن الرب هو وحده الذي يكافئها علي صبرها ويضاعف لها الثواب وقد وصف الرب زوجات الآباء والقساوسة بأنهن بنات الرب وخادماته"، على حد قوله.
وفي كلمته، شن الأنبا دوماديوس هجوما على كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، قائلاً إنهما لا يعدان قدوة لما أسماهن بـ "بنات الرب وبنات الكنيسة"، بسبب خروجهما من المسيحية واعتناق الإسلام.
وخلال المحاضرة، توجهت إليه إحدى زوجات القساوسة بسؤال قالت فيه، "صديقتي متزوجة منذ 6 سنوات من أحد الآباء وأنا أجزم أنها ما زالت عذراء حتى الآن وتقدمت بالشكوى لجميع قيادات الكنيسة ولم أجد إلا ردا واحدا وهو "لا طلاق في المسيحية .. وما جمعه الرب لا يفرقه العبد" فماذا تفعل؟، فرد عليها "هذه لها عذر شرعي والأولى أن تسمح الكنيسة بطلاقها بدلا من الفضيحة".

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير