ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Sep 2010, 11:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ إبراهيم ..
الفلسفة بمعناها الاصطلاحي المتعارف عليه عند المتخصصين فيها تشمل:
1 - الفلسفة اليونانية.
2 - فلسفة العصور الوسطى.
3 - الفلسفة الحديثة والمعاصرة.
4 - فلسفات الأمم: كالفارسية والهندية والفرعونية (عند من يثبت لغير اليونان فلسفة)
ومن الأخيرة: الفلسفة الإسلامية أو العربية (على خلاف بينهم) وتشمل:
1 - الفرق الإسلامية.
2 - مذاهب الفلاسفة الإسلاميين (المشائيين والأفلاطونيين والإشراقيين).
وهذا القدر بمجمله لا نزاع فيه بين المتخصصين ..
والفلسفة بهذه الصورة من حيث ذاتها = شيء لا ينفع لا في الدنيا ولا في الآخرة (خاصة بعد انفصال العلوم الطبيعية عنها) فالله عز وجل أرسل لنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالوحي ولسنا بحاجة لطريق فلسفي ندرك به قانون المعرفة أو الحق أو الخير أو الجمال ..
لكن الفلسفة والمعرفة بها على درجات في الإحاطة = باب مهم جداً من أبواب معرفة الباطل (خاصة أنه باطل احتوش الإسلام وأراد أن يضل عنه بالاختلاط به) ..
ومن هنا جاءت أهمية معرفتها ودراستها وإتقان أدوات البحث فيها على درجات في كل ٍ ..
ومن أدوات البحث تلك: معرفة مصادر العلم؛ فمعرفة مظنة العلم = نصف العلم ..
وهذا التعريف بالمصادر هو وكدي من الموضوع لا أقصد غيره، ولا أحتاج معه لتعريف بالفلسفة والمنهج والموقف الصحيح منها؛فهذا حديث آخر يكتب فيه من يعتني بالكتابة في العلم، أما الكتابة في مصادره فموجهة لمن سيقرأ في العلم أين يقرأ وماذا يقرأ،وهذا الذي سيقرأ إنما يعرف موقفه من الفلسفة من كتب التوحيد والعقيدة حتى إذا عرفه = فأقبل يطلب ما يحتاجه منها لفقه الباطل بدرجاته = أعلمناه مصادره في الدراسة والبحث ..
ونحن ذكرنا المصادر التي لا غنى عليها للمتخصص الذي هو في نفسه طالب علم بصير، ولسنا نخاطب المبتدئين من الطلبة،أما الموثوقة بمعنى الناقدة من وجهة النظر السلفية = فالتقصير فيها شديد، وإنما نطلب جيلاً من السلفيين يطلب هذا الباب فيفقهه فيكتب هذه المصادر الموثوقة ..
وجزاكم الله خيراً على حرصكم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Sep 2010, 05:20 م]ـ
· قال شيخ الإسلام: ((مَنْ عَرَفَ الشَّرَّ وَذَاقَهُ ثُمَّ عَرَفَ الْخَيْرَوَذَاقَهُ = فَقَدْتَكُونُ مَعْرِفَتُهُ بِالْخَيْرِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِالشَّرِّوَبُغْضُهُ لَهُ = أَكْمَلَ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّوَيَذُقْهُمَا كَمَا ذَاقَهُمَا؛ بَلْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا الْخَيْرَ فَقَدْ يَأْتِيهِ الشَّرُّ فَلَا يَعْرِفُ أَنَّهُ شَرٌّ فَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِيهِ وَإِمَّا أَنْ لَا يُنْكِرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ الَّذِي عَرَفَهُ.
وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((إنَّمَا تُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً إذَا نَشَأَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْجَاهِلِيَّة)).
وَهُوَ كَمَا قَالَ عُمَرُ؛ فَإِنَّ كَمَالَ الْإِسْلَامِ هُوَبِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتَمَامُ ذَلِكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ نَشَأَ فِي الْمَعْرُوفِ لَمْ يَعْرِفْ غَيْرَهُ= فَقَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ بِالْمُنْكَرِ وَضَرَرِهِ مَاعِنْدَ مَنْ عَلِمَهُ وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْجِهَادِ لِأَهْلِهِ مَاعِنْدَ الْخَبِيرِ بِهِمْ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ الْخَبِيرُ بِالشَّرِّ وَأَسْبَابِهِإذَا كَانَ حَسَنَ الْقَصْدِ عِنْدَهُ مِنْ الِاحْتِرَازِ عَنْهُ وَمَنْعِ أَهْلِهِ وَالْجِهَادِ لَهُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ.
وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَعْظَمَ إيمَانًا وَجِهَادًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ؛ لِكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمْ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْخَيْرِ وَبُغْضِهِمْ لِلشَّرِّ لِمَا عَلِمُوهُ مِنْ حُسْنِ حَالِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَقُبْحِ حَالِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ مَنْ ذَاقَ الْفَقْرَ وَالْمَرَضَ وَالْخَوْفَ أَحْرَصَ عَلَى الْغِنَى وَالصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْ ذَلِكَ.
وَلِهَذَا يُقَالُ: وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ، وَيُقَالُ: وَبِضِدِّهَاتَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُي َقُولُ: ((لَسْتُ بِخِبِّ وَلَا يَخْدَعُنِي الْخِبُّ)).
فَالْقَلْبُ السَّلِيم ُالْمَحْمُودُ هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْخَيْرَ لَا الشَّرَّ وَكَمَالُ ذَلِكَ بِأَنْ يَعْرِفَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ فَذَاكَ نَقْصٌ فِيهِ لَا يُمْدَحُ بِهِ.
وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي يَكُونُ أَعْلَمَ بِذَلِكَ وَأَكْرَهُ لَهُ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْهُ مُطْلَقًا؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُطَّرِدِ بَلْ قَدْ يَكُونُ الطَّبِيبُ أَعْلَمَ بِالْأَمْرَاضِ مِنْ الْمَرْضَى،وَالْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَطِبَّاءُ الْأَدْيَانِ فَهُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا يُصْلِحُ الْقُلُوبَ وَيُفْسِدُهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَمْ يَذُقْ مِنْ الشَّرِّ مَا ذَاقَهُ النَّاسُ. وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَحْصُلُ لَهُ بِذَوْقِهِ الشَّرَّ مِنْ الْمَعْرِفَةِ بِهِ وَالنُّفُورِ عَنْهُ وَالْمَحَبَّةِ لِلْخَيْرِ إذَا ذَاقَهُ مَا لَا يَحْصُلُ لِبَعْضِ النَّاسِ ((. [10/ 300 - 301].
¥