تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمتعة والأنس ما يجعلك تتمنى أن لو كان اليوم أطول، وأحيانا منهم من يتمنى وقرأنا في سير بعض العباد، أنهم يتمنون أن الحر أشد، والوقت أطول، لأنهم لا يحسون بتعب ما دام القلب مرتاح فالبقية كلها مرتاحة، والذي يتعامل مع الله - جل وعلا – القلب، البدن شبه المعدوم في هذا الباب، كيف ذلك؟ شخص جاوز المائة ويصلي خلف شخص في صلاة التهجد ويقرأ في التسليمة جزء كامل من القرآن، ففي صلاة التهجد يقرأ خمسة أجزاء في التسليمة الأخيرة في يوم من الأيام، وهذا الشخص جاوز المائة ويصلي قائم واقف خلف هذا الإمام، في التسليمة الأخيرة الخامسة خفف الإمام؛ لأنه سمع مؤذن يؤذن الأذان الأول والعادة جرت أنه إذا أذن الأذان الأول معناه أن المسجد هؤلاء انتهوا من الصلاة، فظن أنه تأخر على المصلين فخفف فلما سلم اتجه إليه هذا الشيخ الكبير الذي جاوز المائة، وأخذ يوبخه ويقرره ويقول: ليال قليلة وجاء وقت اللزوم يعني آخر الوقت كيف تخفف؟. وشباب يتذمرون نجد مسجد يصلي صلاة العشاء مع التراويح بأقل من نصف ساعة؟ وهذا يمتلأ من الشباب لماذا؟ لأنه يخفف، لكن الذي يطول عليهم لو يزيد خمس دقائق تذمروا وضاقوا ذرعا بهذا التطويل، وبعضهم عنده استعداد يخرج من المسجد، والتسليمة في أقل من خمس دقائق ويخرج من هذا المسجد ساعة يتحدث من أحد، وبلغنا عن شخص كبير في السن من عشر سنوات أو أكثر يصلي جالس، في يوم العيد صارت عارضة، تعرفون العارضة؟ نعم، فأخذ يعرض مع الناس قائم بيده السيف وقتا طويلا، فلما نوقش يا ابن الحلال تصلي جالس من سنين والآن ... قال: والله لو كنتم تعلمون ما الذي حملني على رجلي فأنا أعلم، ما أدري ما الذي شالني؟ فالتعامل في مثل هذه المواقف القلب الذي يتعامل تجد شخص تقول: كيف هذا يستطيع أن يعيش؟ وبعد ذلك إذا وقف في الصلاة كأنه سارية، لا يتحرك، وبعض الناس يراوح بين رجليه قبل أن تتم الفاتحة، ملل وقلق، وسببه عدم ترويض النفس على العبادة.

النبي - عليه الصلاة والسلام - غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك قام حتى تفطرت قدماه، هذا شكر النعمة، ولهذا لما قيل له قال: ((أفلا أكون عبدا شكورا؟!)) فعلى الإنسان أن يشكر الله - جل وعلا - على ما أعطاه وأولاه من نعم، وأسدى إليه من دفع للنقم.

حياة العلم مذاكرته، فكيف تكون مدارسته؟!

يقول: حياة العلم مذاكرته، فكيف تكون مدارسة العلم ومذاكرته، وكيف يراجع طالب العلم جميع العلوم؟ فالعلم مع الأيام ينسى والأشغال تكثر فكيف نراجع؟ تعبنا نراجع وننسى!

مذاكرة العلم مع الأقران قبل وبعد؛ قبل الدرس وبعده، ينتقي طالب العلم خمسة من أقرانه يقاربونه في الفهم وفي الحفظ ويتعاون معهم على هذا الأمر، وهذا لا شك أنه من أعظم أنواع التعاون على البر والتقوى، فهؤلاء الخمسة أو الستة أو العشرة مثلا؛ يجتمعون قبل الدرس ثم يقرؤون القدر المقرر شرحه في الدرس، ثم يقرؤون القدر المقرر شرحه في الدرس، ويحفظونه كل واحد يراجع على الثاني، ثم بعد ذلك ينصرف كل واحد في زاوية ومعه ورقة وقلم ويعلق على هذا الكلام؛ يشرح هذا الكلام من تلقاء نفسه، يشرح هذا الكلام من تلقاء نفسه، ثم بعد ذلك يقرؤون كل واحد يصحح للثاني، إذا انتهوا من هذا قرؤوا الشرح على هذا الكلام من قبل أهل العلم، نفترض أنه مقطع خمسة أسطر من زاد المستقنع؛ يحفظونه إذا كان الشيخ يطالب بالحفظ وكل واحد يضع عليه شرح أو حاشية حسب استطاعته؛ حسب فهمه وتصوره لهذه المسألة، ثم بعد ذلك يصحح كل واحد للثاني ويراجعون الشرح الروض المربع أو الممتع أو غيرهما من الشروح يراجعونها؛ يصححون الأخطاء التي وقعوا فيها، ثم يراجعون إذا كان هناك حواشي، وبعد ذلك يذهبون إلى الدرس، الآن عندهم تصور شبه كامل عن الدرس، يسمعون ما يزيده الشيخ على ما تداولوه بينهم، يسمعون ما يزيده الشيخ على ما تداولوه بينهم، ثم إذا رجعوا تناقشوا؛ كل واحد يسأل الثاني عن ما حصل في

الدرس وقبل الدرس، بعد هذا لا يحتاجون إلى مراجعة، أبدا لا يحتاجون إلى مراجعة، وهذه طريقة شرحها الشيخ عبد القادر بن بدران الدومي في كتاب له من أمتع الكتب اسمه: المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل.

كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير