مع ذلك فالتعامل الحسن يُلين الصخر ولو كان معددا بأربع نسوة.
• الخوف من كلام الناس وشماتتهم:
وهذا من الهالة الكلامية التي تسوّقها بعض النسوة , فلم نسمع أن امرأة شُمت بها بأن زوجها تزوج عليها , بل على العكس حينما ترضى بذلك تجد الحظوة عند الزوج وعند أهله ويُعرف لها رجاحة عقلها وتمام دينها وتسليمها لأمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا كله فإن حُكم الله عدل , وقضاءه خير , وكم رأينا من مشايخنا وعلمائنا وطلبة العلم بل من العوام (الكثرة الكاثرة) من يعيش مع زوجاته في راحة وحب وطمأنينة , لا يكدرها مكدر , ولا ينغصها شيء , والسبب أنه أعطى الحق الواجب فأُعطي الحق الواجب فأراح واستراح.
وإن أذكّر كل امرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها فإنما لها ما قدر لها "
أخرجه البخاري 5/ 1978 , ومسلم 2/ 1028.
قال ابن عبد البر – رحمه الله -: " وذكر الصحفة في هذا الحديث كناية عن خير الزوج "
الإستذكار 8/ 269.
فكيف بمن تحول بين زوجها وبين ما أحل الله له بحجج واهية وكلام مردود وهي ترى الفتن والمغريات التي لا يصبر عنها إلا من عصمه الله , وترى بنات جنسها قد ملأن البيوت متعففات لا يردن إلا ما أحله الله لهن.
ختاما:
نقل ابن القيم – رحمه الله – عن الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله (الإمام أحمد) قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان؟ فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين فيفلت ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة فيحبط عمله!!! قلت له: كيف يصنع؟ من أين يطعمهم؟ فقال: أرزاقهم على الله عز وجل ".
بدائع الفوائد 2/ 48.
همسة:
- من أراد أن يعدد فيعدد وهو في شبابه وقوته كي لا يبتلي بنت الناس ولا يبلو نفسه.
- إن إكرام الزوج لزوجته الأولى بشيء من المال دليل على طيب أصله وكرامة محتده.