تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Oct 2010, 12:20 ص]ـ

وهذه بعض النصوص من السنة الصحيحة التي تصور لنا شيئاً مما لحق النبي صلى الله عليه وسلم من الأذى في سبيل تبليغ الدعوة وهداية الناس:

روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) صَعِدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِى «يَا بَنِى فِهْرٍ، يَا بَنِى عَدِىٍّ». لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَ». قَالُوا نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ (تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)

وهذا كان أول الأذى وبدايته وممن؟ من أقرب الناس! من عمه! " وعم الرجل صنو أبيه " كما قال صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

وروى الحميدي في مسنده عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ (تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ) أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ ابْنَةُ حَرْبٍ وَلَهَا وَلْوَلَةٌ وَفِى يَدِهَا فِهْرٌ وَهِىَ تَقُولُ: مُذَمَّمٌ أَبَيْنَا، وَدِينُهُ قَلَيْنَا، وَأَمْرُهُ عَصَيْنَا. وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَرَأَ قُرْآنًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي». وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ كَمَا قَالَ وَقَرَأَ (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِى بَكْرٍ، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي. فَقَالَ: لاَ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ. قَالَ: فَوَلَّتْ وَهِىَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّى بِنْتُ سَيِّدِهَا قَالَ فَقَالَ الْوَلِيدُ فِى حَدِيثِهِ أَوْ قَالَ غَيْرُهُ: فَعَثُرَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِىَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِى مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مُذَمَّمٌ. فَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ ابْنَةُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنِّي لَحَصَانٌ فَمَا أُكَلَّمُ، وَثَقَافٌ فَمَا أُعَلَّمُ وَكِلْتَانَا مِنْ بَنِى الْعَمِّ قُرَيْشٌ بَعْدُ أَعْلَمُ.

لقد تناولت قريش الرسول صلى الله عليه وسلم بكثير من الأذى بألسنتهم، ولكن الله كان يصرف عنه أذاهم، روى البخاري من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «أَلاَ تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّى شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ».

وروى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا) قَالَ أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ فَسَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير