فقال: أنا مولع بالرفع.
كان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه، فاعتل أبوه علة شديدة أشرف فيها على الموت، فاجتمع أولاده عليه وقالوا له ندعو فلانا أخانا قال: لا إن جاء قتلني، فقالوا نحن نوصيه ألا يتكلم فدعوه فلما دخل عليه قال: يا أبت قل لا إله إلا الله تدخل الجنة وتفوز من النار ياأبت والله ماشغلني عنك إلا فلان فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج، فصاح أبوه: أغمضوني ...
وقف نحوي على بياع يبيع أرزًا بعسل وبقلاً بخلّ
فقال: بكم الأرزز بالأعسل والأخلل بالأبقل؟
فقال: بالأصفع في الأرؤس والأضرط في الأذقن.
أصر أحد المهتمين بالعربية على أن يتحدث أولاده بالفصحى، وذات يوم طلب من إحدى بناته أن تحضر له قنينة حبر.
أحضرت ابنته القنينة، وخاطبته: هاك القََنينة يا أبي (بفتح القاف)، فقال لها: اكسريها (يقصد كسر حرف القاف)، فما كان من البنت إلا أن رمت القنينة على الحائط بقوة، فتناثر الحبر ملوثا الجدار وما جاوره من فرش.
روى ابن الجوزي قال: عن الأصمعي عن عيسى بن عمر قال: كان عندنا رجلٌ لحّان، فلقيَ رجلاً مثله، فقال: من أين جئت؟، فقال: من عند أهلونا، فتعجّب منه، وحسده، وقال: أنا أعلمُ من أين أخذتَها، أخذتَها من قوله تعالى: ((شغلتنا أموالنا وأهلونا))!!
زار أحدهم نحويًا مريضًا، فقال له: ما الذي تشكوه؟
فقال النحوي: حمى جاثية، نارها حامية، منها الأعضاء واهية، والعظام بالية.
فقال له الرجل: لا شفاك الله بعافية، ياليتها كانت القاضية!
و سأل نحوي تلميذه - وكان التلميذ يومها مغمومًا -: كيف الحال؟ فأجاب التلميذ: إن كانت الحال التي علمتنا فمنصوبة، أما حالي فمكسورة، و في الغد سأله: يا تلميذ ألم تنتصب حالك بعد؟ فأجاب: هي اليوم مرفوعة. -أي ذهب عنه الغم-، فقال النحوي: لم تعد بهذا حالاً.فأجاب التلميذ: بل هي حال جاءت جملة فعلية فعلها مضارع. فدهش النحوي و قال له: أنت اليوم أنحى مني و الله.
قال ابن الجوزي: لقي نحوي رجلا وأراد الرجل أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن، فقال أخاك أخوك أخيك ها هنا؟، فقال النحوي: لا لو لي ما حضر.
وعن أبي القاسم الحسن قال: كتب بعض الناس (كتبت من طيس) يريد (طوس)، فقيل له في ذلك فقال: لأن (من) تخفض ما بعدها فقيل: إنما تخفض حرفًا واحدًا لا بلدًا له خمسمائة قرية.
وعن ابن أخي شعيب بن حرب قال: سمعت ابن أخي عمير الكاتب يقول وهو يعزي قومًا: آجركم الله وإن شئتم أجركم الله كلاهما سماعي عن الفراء.
وعن عبد الله بن صالح العجلي قال: أخبرني أبو زيد النحوي قال: قال رجل للحسن: ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه، فقال الحسن: ترك أباه وأخاه، فقال الرجل: فما لأباه وأخاه، فقال الحسن: فما لأبيه وأخيه، فقال الرجل للحسن: أراني كلما كلمتك خالفتني.
جاء رجل الى احد النحويين فسأله: «الظبي معرفة او نكرة؟»، فقال: اذا كان مشويًا على المائدة فهو معرفة! وان كان يسرح في الصحراء، فهو نكرة، فقال له الرجل: {أحسنت ما في الدنيا أعرف منك بالنحو!}
قصد أبو هشام باب الحجاج بن يوسف فأنشده:
"أبا هشامٍ ببابِك .. قدشم ريح كبابِك"
فقال ويحك لم نصبت أبا هشام؟
فقال الكنية كنيتي إن شئت رفعتهاوإن شئت نصبتها ...