تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حازم]ــــــــ[24 - 08 - 2004, 12:12 م]ـ

الأستاذ الفاضل / نافع

سرَّني جدًّا تعقيبكم الرائع، وطلب التحقُّق من مسائل العلم، والرجوع إلى أقوال العلماء، بارك الله فيك وفي علمك، وزادك توفيقًا.

أمَّا بالنسبة لاعتراض فضيلة الدكتور / عبد اللطيف محمد الخطيب – رفع الله قدره -، فلسْتُ – والله – أهلاً لأن أضيف كلمةً على رأيه، فإن وجدتَ بحثًا حول هذا الموضوع، فهو أولَى أن تَرجعَ إليه.

وإن كان لمِثلي أن يذكرَ بعض النقاط العامة، فهي على سبيل الاستئناس، وليسْت ردًّا على كلام الشيخ.

نعم – أستاذي الفاضل -، ما ذكره الخطيب صحيح، فنحو هذا التركيب " ما هو ... " بصيغة الاستفهام، لم يرد في القرآن العظيم، ولم أقف على شاهد مستقيم في الأحاديث النبوية الصحيحة، بل كل ما ورد فيهما كان بدون ضمير الفصل، نحو – ما تفضَّلتَ به من شواهد:

قال الله تعالى في سورة البقرة: ((ما هيَ)((ما لونُها)).

وجاء في الحديث: (أتدرونَ مَن المُفلِس؟)، ولم يقل: مَن هو المفلس؟.

وجاء أيضًا: (وما الأسودان) ولم يقلِ السائل: " وما هما الأسودان ".

ولكن إذا نظرتَ إلى قواعد أئمَّة علماء النحو حول " ضمير الفصل أو العماد أو الدعامة "، تجد أنَّ مجيء ضمير الفصل بعد " ما " أو " مَن " الاستفهاميتين مطابقًا للشروط، ولم يرد عنهم منع ضمير الفصل في مثل هذا التركيب من الجمل.

فكلمة " ما " و " مَن " من أسماء الاستفهام المحكوم عليهما بالمعرفة والصدارة، قال ابن مالك – رحمه الله -:

أو لازمِ الصدرِ كَمَن لي مُنجِدا

فأرَى – والله أعلم – أن يقال: إنَّ الأولَى والأفصح عدم ذكر ضمير الفصل بعد الاستفهام، لعدم وروده في القرآن العظيم، والقرآن هو أفصح وأبلغ البيان،

ولا أرَى أن يقال: إنَّ في استخدام هذا الأسلوب لحنًا، لكونه متوافقًا مع قواعد العلماء، ولم يرد عنهم نصٌّ بمنعه، ويبقى ما ذكره الخطيبُ – أثابه الله – رأيًا اجتهاديًّا.

فقد ورد هذا الضمير في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – في مصنف ابن أبي شيبة ":

(حدثنا أبو بكر قال: حدثنا الثقفي عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس: ما هو الحجُّ؟ قال: العجُّ والثجُّ).

وورد في بيت المعري مُلغِزًا:

أنحوي هذا العصر ما هي لفظة؟ & جرت في لساني جرهم وثمودِ

إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت & وإنْ أثبتت قامت مقام جحودِ

وما زال الشُّرَّاح من العلماء الأجلاَّء – رحمهم الله تعالى - يستخدمون هذا التركيب في مصنَّفاتهم:

جاء في " تحفة الأحوذي، على شرح سُنن الترمذي ":

(أما قريش فاختلف في أن مَن هو الذي تسمى بقريش من أجداد النبي؟)

وجاء في " تهذيب التهذيب ":

(كذا قال ابن حزم، وما أدري مَن هو الذي ذكره بالكذب غيره؟)

وجاء في " لسان الميزان ":

(وما عرف من هو الذي تكلم فيه؟)

وجاء في " الجرح والتعديل ":

(قال من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟)

وجاء في " الإصابة في تمييز الصحابة ":

(وما عرفت من هو الذي ذكره في الصحابة قبله؟)

وأخيرًا، يبقى السؤال قائمًا: هل ما جاء من ألفاظ مخالفًا للأسلوب القرآني البليغ يُعَدُّ لحنًا؟؟

فالقرآن استخدم لفظ " توكيد " في قوله تعالى " ((ولا تَنقُضُوا الأيْمانَ بعد توكيدِها)).

فهل يقال لمَن استخدم لفظ " تأكيد " بالهمز: إنه قد لَحَن.

سؤال عابر فقط، والله تعالى أعلم.

دمتَ سالمًا مع أجمل تحية

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[24 - 08 - 2004, 06:34 م]ـ

يَا صَفْحُ حَازِمَ بِالفَصِيحِِ تَكَلَّمِي&&وَعِمِي صَبَاحاً صَفْحُ حَازِمَ واسلَمِي

حُيِّيْتَ مِنْ عَلَمٍ تَناهىَ عِلْمُهُ&&دررًا ففاق بِنُورِهِ ضَوءَ الأَنْجُمِ

ويفُوحُ عِطْرُكَ بِالعُلُومِ وَحَالُنَا&&بالجَهلِ غَارِقُونَ بِبَحْرٍ مُظْلِمِِ

تحية إجلال واحترام لأستاذي الجليل / حازم

تلميذكم المحب

أبو أيمن

ـ[نافع]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 01:30 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك جداً أخي حازم على هذا التوضيح المفيد، ولكن أرجو أن يتسع صدرك لي لأني أريد الاستفادة من هذا الموضوع، لأن عملي بوضع الاختبارات للطلبة وكثيراً ما يعترض علي بعض الزملاء على صيغة السؤال إذا فصل ضمير الفصل بين اسم الاستفهام وبين المستفهم عنه، وبعض المدرسين قد بحث في هذه المسألة، وها أنا ذا أطرح بعض إعتراضاتهم على من يجيز دخول ضمير الفصل، منها ما سبق ذكره، ومنها أنك -أطال الله بقاءك ونفع بعلمك-قلت: وكل عمله إشعار السامع بأَن ما بعده ليس صفة لما قبله، وهو يشبه الأَدوات في إفادته التوكيد والحصر. أ. هـ

أقول: المقام مقام استفهام وليس هناك لبس أن ما بعده ليس بصفة، وكذلك ليس هنا داع للتأكيد، ولِمَ التأكيد وهو يستفهم عن أمر ما.

وكذلك لم تذكر-غفر الله لك - شاهداً عليه ممن يحتج به.

وقد قلت-حفظك الله-: فنحو هذا التركيب " ما هو ... " بصيغة الاستفهام، لم يرد في القرآن العظيم، ولم أقف على شاهد مستقيم في الأحاديث النبوية الصحيحة، بل كل ما ورد فيهما كان بدون ضمير الفصل، نحو – ما تفضَّلتَ به من شواهد

أما ما ذكرته من شواهد، فإن العرب لم تكن تسعمله. بدليل أنه لم يوجد في كلام الذين يحتج بكلامهم.

وكذلك: هل كل ما جاء على القياس جاز لغةً.

وأعتذر على الإطالة.

وجزاك الله خيراً

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير