4 - ذكرتم في توضيحكم الثاني ما نصه " ثم إن كليهما وصف وهذا لا يكون، حيث إن المبتدأ ينبغي أن يكون جامداً حتى يُخبر عنه بخبرٍ "
قال ابن مالك رحمه الله:" ولا َيَجُوزُ الابْتدَا بالنّكرة" ... إلى أن قال " وَرَغبةٌ في الخَيْر خَيرٌ "
قال ابن عقيل رحمه الله في شرحه:
" ... وقد يكون نكرة لكن بشرط أن تفيد وتحصل الفائدة بأحد أمور ذكر المصنف منها ستة
...
الخامس أن تكون عاملة نحو رَغبةٌ في الخَيْر خَيرٌ " اه
فرغبةُ عاملة وخيرٌ مصدر مشتق
ثم قال ابن مالك رحمه الله:
"فامنعْهُ حينَ يستوي الجُزآن&&عُرْفا ونكرًا عادمي بيانِ "
قال ابن عقيل رحمه الله في شرحه:
"فأشار بهذه الأبيات إلى الخبر الواجب التأخير فذكر منه خمسة مواضع الأول أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة أو نكرة صالحة لجعلها مبتدأ ولا مبين للمبتدأ من الخبر نحو ( .... ) وأفضل من زيد أفضل من عمرو" اه
وأفضل وصف مشتق أخبر عنه بوصف مشتق
قال محيي الدين في حاشيته: "- وهو يتكلم عن الخبر والمبتدأ إذا كانا معرفتين-
فللنحاة في إعرابها أربعة أقوال: ...
والثالث: أنه إن كان أحدهما مشتقا والآخر جامداً فالمشتق هو الخبر، سواء تقدم ام تأخر، وإلا – بأن كانا جامدين أو كان كلاهما مشتقاً – فالمقدم مبتدأ " اه
فهل بعد هذا كله يسوغ لي أن أقول "أنظفُ ثوبا أجملُ منظرا" أنه لفظ مفيد،
إن كان نعم فالإشكال المطروح في النقطة الرابعة من الاستفسار السابق يبقى قائماً كذلك
5 - كما أن الأمثلة المذكورة في المثال الخامس تبقى شاهدة على ما قصدته
قلتم أستاذي:"فإذا قلتَ جبار ثم قلتَ: إنه متكبر" ليس هكذا التقدير ياأستاذي، إنما التقدير مثل ما استنبطته من كلامكم حيث قلتم "وعلة غرابة (أجملُ الطفل) عليك هو حذف المعمول منها فلو قلتَ: (أجملُ من أخيه محمدٌ) أو (أجملُ من الكبار الطفلُ) فهاهنا ظهر القصد "
كما أن علة الغرابة في "جبارٌ متكبرٌ" هو حذف المعمول منها قياساً فلو قلنا
(جبارٌبقهره جميع العباد متكبرٌ بتنزههه عن جميع العيوب والظلم والجور)
فهاهنا ظهر القصد
وفي المثال "رحمانٌ رحيمٌ" لو قلنا "رحمانٌ في الدنيا رحيمٌ في الآخرة" فهاهنا ظهر القصد
وهكذا يقاس باقي الأمثلة
نعم أستاذي الكريم / الحجة فرق بين الفهم والإفادة وبين إلف الحس عند النظر والتجريد، لكنهما لاينفكان مجتمعان في الواقع، ألا ترون أستاذي أن إلف الحس استعمله الشارع للوصول إلى إفهام أعلى المقاصد وهي العقيدة "والؤلفة قلوبهم"
كما أن اللفظ لابد له من مخاطِب ومخاطَب وقد يلغى المخاطِب جوازاً للعلم به، أو لغرضنا المحض في اللفظ بغض النظر عن قائله،
لكنا بصدد استفسار عن أصل لفظ وضع موضع الإستفهام، مقبول عند بعضهم مستنكر عند غيرهم
وأعتذر أستاذي الكريم / الحجة إن كانت ألفاظي قد خرجت عن حدود الأدب معكم فهو عن غير قصد
وأرجو منكم الصفح عما اقترفته من أخطاء زلات
تلميذكم المحب
أبو أيمن
ـ[أبو قصي]ــــــــ[30 - 07 - 2004, 06:49 م]ـ
خلتِ الديارُ فسدتُ غيرَ مسوَّدِ ******** ومن البلاءِ تفرّدي بالسؤددِ!!
مرحباً وأهلاً بصاحبي الكريم: أبي أيمن!
لستُ أدري علامَ تبخسُ نفسَك حقها، وأنت في مكان عليّ ومبوّأ صدق، ولديك من العلم خزائنُ مشحونة، ويتجلى في مخايلك النباهة والذكاء وعلو الكعب والحرص على حيازة العلم، فزادك الله علماً ونفعاً، وأعانك عليّ، فقد استسمنتَ ذا ورم، ووقعتَ على غير شيء!
1 ـ ولمَ كان ثمّ نظر، ولقد تعلم أنّ أفعل التفضيل من المشتقات، فهي كـ (فائز وجميل) في الحكم!
2 ـ لم أتبين ما قلتَ فيما هاهنا ـ حفظكم الله ـ فلعلكَ تكشف القولَ!
3 ـ لا أعده محالاً، أوَليس قد فعل النحاة ذلك من قبلُ فقيدوا الحذف مثلاً بدلالة الدليل عليه؟!
أما قولك: إن النحاة فعلوا ذلك لعللٍ ذكرتَها أنت فإن المستخلَص من هذا كله هو أنهم اعتدوا بالدليل الذي عددتَه أنت محالاً!
¥